وهذا حث على التأمل في ملكوت الله ، وشكر على ما أنعم ، وتنزيه على كل ما لا يليق به. والخلاصة : أن هذه الآيات إخبار بتسبيح كل شيء الله ، وبيان موجبات التسبيح.
فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيات إلى ما يأتي :
١ ـ مجّد الله ونزّهه عن السوء في الذات والصفات والأسماء والأفعال كلّ شيء في الأرض والسماء ، سواء بالنطق والمقال الصريح ، أم بلسان الحال والدلالة وظهور آثار الصنعة : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ، وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) [الإسراء ١٧ / ٤٤].
٢ ـ إن موجبات التسبيح كون الله العزيز الغالب في ملكه ، الحكيم في صنعه ، المالك المتصرف في السموات والأرض ، المستغني في ذاته وفي جميع صفاته عن كل ما عداه ، ويحتاج كل ما عداه إليه في ذواتهم وفي صفاتهم ، والنافذ الأمر ، المالك القادر القاهر ، الذي لا يعجزه شيء.
٣ ـ ومن موجباته أيضا أنه سبحانه الأول الذي ليس قبله شيء ، والآخر الذي ليس بعده شيء ، والظاهر الغالب الذي ليس فوقه شيء ، والباطن الذي ليس دونه شيء ، وهو تام العلم بما كان أو يكون ، فلا يخفى عليه شيء.
وهذا دليل على أنه تعالى قبل كل شيء ، ومتقدم على ما سواه تأثيرا وطبعا وشرفا ومكانا وزمانا ، أي أنه سبحانه قبل المكان وقبل الزمان. وهو إله لجميع الممكنات والكائنات ، وإله للعرش والسموات والأرضين ، وعالم بظواهرنا وبواطننا.
٤ ـ ومما يوجب تسبيحه أنه خالق السموات والأرض ومبدعهما ، صاحب