أن تكون أمتي شطر أهل الجنة» ثم تلا قوله تعالى : (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ، وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ).
٢ ـ للسابقين في الجنة ألوان من النعيم في المجلس والطعام والشراب والزواج والكلام ، فمجالسهم على سرر منسوجة بقضبان الذهب ، مشبكة بالدر والياقوت ، ويخدمهم غلمان خدم لهم لا يموتون ولا يهرمون ولا يتغيرون. وأداة الشراب آنية براقة صافية لا عرى لها ولا خراطيم ، وأباريق لها عرى وخراطيم ، وكؤوس من ماء أو خمر ، والمراد هنا : الخمر الجارية من العيون ، ولا تنصدع رؤوسهم من شربها ، فهي لذيذة لا تؤذي ، بخلاف شراب الدنيا ، ولا يسكرون فتذهب عقولهم.
وطعامهم مما لذّ وطاب من لحوم الطيور ، ويتخيرون ما شاؤوا من الفواكه لكثرتها.
ويتزوجون بنساء حور بارعات الجمال ، عيونهن شديدات السواد والبياض ، واسعات حسان ، مثل اللؤلؤ والدر صفاء وتلألؤا ، متناسقات أجسادهن في الحسن من جميع الجوانب.
وكلامهم أطيب الكلام ، ليس فيه باطل ولا كذب ولا لغو هراء ساقط ، ولا موقع في الإثم ، لا يؤثّم بعضهم بعضا ، ولا يسمعون شتما ولا مأثما ، وإنما يتبادلون التحيات والسلامات من بعضهم بعضا.
٣ ـ أتحفهم الله بهذه النعم الجزيلة جزاء حسنا على أعمالهم الصالحة ، وما قدموا في دنياهم من خيّر الأفعال ، وأحسن الأقوال. وقوله : (بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) يدل على أن العمل عملهم ، وحاصل بفعلهم.