مُتَّكِئِينَ
عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ (٧٦) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما
تُكَذِّبانِ (٧٧) تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (٧٨))
الإعراب :
(وَمِنْ دُونِهِما
جَنَّتانِ) أي ولهم من دونهما جنتان ، فحذف «لهم» لدلالة الكلام عليه
تخفيفا.
(فِيهِنَّ خَيْراتٌ
حِسانٌ خَيْراتٌ) : أصله : خيرات
بالتشديد ، وقد قرئ به على الأصل ، إلا أنه خفف كتخفيف شيد وهين وميت.
(مُتَّكِئِينَ عَلى
رَفْرَفٍ) حال ، و (رَفْرَفٍ) وهي الوسائد : إما اسم جمع ، كقوم ورهط ، ولهذا وصف ب (خُضْرٍ) وهو جمع أخضر ، كقولك : قوم كرام ، ورهط لئام. أو مع «رفرفة»
مثل عبقري جمع عبقرية. و (عَبْقَرِيٍ) : منسوب إلى عبقر : وهو اسم موضع ينسج به الوشي الحسن ،
وجمع عبقر : عباقر ، ومن قرأ «عباقريّ» فلا يصح أن ينسب إليه وهو جمع ، لأن النسب
إلى الجمع يوجب ردّه إلى الواحد ، إلا أن يسمع بالجمع ، فيجوز أن ينسب إليه على
لفظه كمعافريّ وأنماريّ ، ولا يعلم أن عباقر : اسم لموضع مخصوص بعينه.
(تَبارَكَ اسْمُ
رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) يقرأ «ذو الجلال» وصف للاسم ، ويقرأ بالجر على أنه وصف ل (رَبِّكَ).
المفردات اللغوية
:
(وَمِنْ دُونِهِما
جَنَّتانِ) أي ومن دون الجنتين المذكورتين الموعودتين للخائفين
المقرّبين ، أي ورائهما جنتان أقل منهما. (مُدْهامَّتانِ) شديدتا الخضرة من كثرة الري والعناية ، كأنهما سوداوان ،
والدهمة في اللغة : السواد. (نَضَّاخَتانِ) فوارتان بالماء. (فِيهِما فاكِهَةٌ ،
وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) عطفهما على الفاكهة بيانا لفضلهما ، فإن ثمرة النخل فاكهة
وغذاء ، وثمرة الرمان فاكهة ودواء ، كما قال البيضاوي : (فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ) في الجنتين وما فيهما أو في الجنان نساء خيّرات الأخلاق ،
حسان الوجوه ، وخيرات مخففة كقوله صلىاللهعليهوسلم : «هينون لينون». (حُورٌ) جمع حوراء : بيضاء ، شديدة سواد العين وبياضها. (مَقْصُوراتٌ) مخدّرات مستورات. (فِي الْخِيامِ) جمع خيمة : وهي التي تنصب على أعواد أربعة وتسقف بنبات
الأرض ، وأما الخباء : فهو ما يتخذ من شعر أو وبر. وخيام الجنة شبيهة بالخدور ،
مصنوعة من الدّر. (لَمْ يَطْمِثْهُنَ) لم يفتضهن أو يجامعهن.