بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ (٩) وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ (١٠) فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ (١١) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ (١٢) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (١٣))
الإعراب :
(الرَّحْمنُ ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ .. الرَّحْمنُ) : مبتدأ ، وجملة (عَلَّمَ الْقُرْآنَ) وما بعدها : أخبار مترادفة ، وإخلاؤها من العاطف ، لأنها بقصد التعداد ، كما تقول : زيد أغناك بعد فقر ، أعزّك بعد ذلّ ، كثّرك بعد قلة ، فعل بك ما لم يفعل أحد بأحد ، فما تنكر من إحسانه؟
(الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ الشَّمْسُ) : مبتدأ ، (وَالْقَمَرُ) : عطف عليه ، وخبره:إما قوله (بِحُسْبانٍ) وإما محذوف تقديره : يجريان بحسبان.
(وَالسَّماءَ رَفَعَها .. السَّماءَ) منصوبة بتقدير فعل ، أي ورفع السماء ، وتقرأ بالرفع على الابتداء ، كقولهم : زيد لقيته ، وعمرو كلّمته. (أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ) أن : إما ناصبة مع تقدير حذف حرف الجر ، أي لئلا تطغوا ، وإما مفسرة بمعنى «أي» فتكون «لا» الناهية ، و (تَطْغَوْا) على الأول منصوب بأن ، وعلى الثاني مجزوم ب «لا».
(وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ الْحَبُ) : بالرفع معطوف على المرفوع قبله ، ويقرأ بالنصب بفعل مقدر ، أي وخلق ، (وَالرَّيْحانُ) : بالرفع معطوف ، وبالنصب معطوف على (الْحَبُ) إذا نصب ، وبالجر بالعطف على (الْعَصْفِ).
البلاغة :
(الرَّحْمنُ ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ ، خَلَقَ الْإِنْسانَ ، عَلَّمَهُ الْبَيانَ) سجع مرصع غير متكلف.
(وَالسَّماءَ رَفَعَها) و (وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ) بينهما ما يسمى بالمقابلة.
المفردات اللغوية :
(الرَّحْمنُ) هو الله تعالى المنعم بجلائل النعم الدنيوية والأخروية ، وهو اسم من أسماء الله الحسنى. (عَلَّمَ الْقُرْآنَ) قدم ذلك لأن أصل النعم الدينية وأجلها هو إنعامه بالقرآن وتنزيله وتعليمه ، فإنه أساس الدين ، ومنشأ الشرع ، وأعظم الوحي ، وأجلّ الكتب والمهيمن عليها والمصدّق