وتبعثون. والمعنى أن الإبداء والإعادة متساويان في قدرة القادر على إخراج الأشياء من أضدادها ، بإخراج الميت من الحي ، وإخراج الحي من الميت ، وإحياء الميت ، وإماتة الحي. وقرئ : تخرجون.
المناسبة :
بعد بيان عظمة الله تعالى وقدرته في خلق السموات والأرض حين ابتداء العالم ، وعظمته حين قيام الساعة (القيامة) حال انتهاء العالم ، وافتراق الناس فريقين : فريق الجنة وفريق النار ، أمر الله تعالى بتنزيهه عن كل سوء وعما لا يليق به ، وبحمده على كل حال ؛ لأنه المتفرد بإحياء الميت وإماتة الحي ، وإحياء الأرض بعد موتها ، كإحياء الناس من قبورهم للبعث ، وهذا في وقت الصباح يشبه حال انتقال الإنسان من النوم الذي هو الموتة الصغرى إلى اليقظة التي هي الحياة.
التفسير والبيان :
(فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) أي سبحوا الله تعالى ونزهوه وصلّوا له في جميع أوقات النهار والليل ، حين ابتداء المساء ، وحين طلوع الصباح. وهذا إرشاد من الله تعالى لعباده بتسبيحه وتحميده في هذه الأوقات المتعاقبة الدالة على كمال قدرته وعظيم سلطانه عند المساء : وهو إقبال الليل بظلامه ، وعند الصباح : وهو إسفار النهار بضيائه ، وفي المساء صلاتا المغرب والعشاء ، وفي وقت الصباح صلاة الفجر. وقدم الإمساء على الإصباح هنا ؛ لأن الليل يتقدم النهار.
(وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أي والله تعالى هو المحمود من جميع أهل السموات والأرض من ملائكة وجن وإنس. وهذا اعتراض بحمده مناسب للتسبيح وهو التحميد.