وآياته ، المنكرون وقوع البعث بعد الموت ، فهم مخلدون في عذاب جهنم ، لا غيبة لهم عنه أبدا ، ولا فتور له عنهم إطلاقا ، كما قال تعالى : (كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ ، أُعِيدُوا فِيها) [الحج ٢٢ / ٢٢] وقال : (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ. لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ ، وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ) [الزخرف ٤٣ / ٧٤ ـ ٧٥].
فقه الحياة أو الأحكام :
يستنبط من الآيات ما يأتي :
١ ـ الله هو منشئ الخلق ، ومعيده بقدرته ، وإليه المرجع والمآب.
٢ ـ لا يجد المشركون والكفار يوم القيامة حجة لهم يدافعون بها عن شركهم وكفرهم ، فتنقطع حجتهم ، وييأسون من الاهتداء إليها ، كذلك لا يجدون لهم من غيرهم ناصرا ينصرهم ولا شفيعا ينقذهم من عذاب الله ، وحينئذ يقولون عن آلهتهم : إنهم ليسوا بآلهة ، فيتبرءون منها ، وتتبرأ منهم.
٣ ـ يحدث انفصال يوم القيامة بين المؤمنين وبين الكافرين ، فيتميز الطيبون من الخبيثين ، ويقيم المؤمنون في جنان الخلد ذات الرياض الغناء والأنهار الجارية ، فيغمرهم الحبور والسرور ، وينعّمون ويكرمون ، ويقيم الكافرون في عذاب جهنم إقامة دائمة أبدية ، فلا يفارقونها ، ولا يخفف عنهم فيها شيء من العذاب.
٤ ـ لا بد مع الإيمان من العمل الصالح ، وهو الائتمار بأمر الله ، واجتناب ما نهى عنه ؛ لأن العمل الصالح معتبر مع الإيمان ، فإن الإيمان المجرد مفيد للنجاة دون رفع الدرجات ، ولا يبلغ المؤمن الدرجة العالية إلا بإيمانه وعمله الصالح. وأما الكافر فهو في الدركات بمجرد كفره. وهذا هو السبب في ذكر العمل الصالح مع الإيمان ، وعدم ذكر العمل السيئ مع الكفر.