والله مع المحسنين أعمالهم بالنصرة والإعانة ، والتأييد والحفظ والرعاية والتوفيق ، روى ابن أبي حاتم عن الشعبي قال : قال عيسى بن مريم عليهالسلام : «إنما الإحسان أن تحسن إلى من أساء إليك ، ليس الإحسان أن تحسن إلى من أحسن إليك».
فقه الحياة أو الأحكام :
يفهم من الآيات ما يأتي :
١ ـ الحياة الدنيا بما فيها من المال والجاه والملبس ملهاة وملعب ، أو شيء يلهى به ويلعب ، وليس ما أعطاه الله الأغنياء من الدنيا إلا وهو يضمحل ويزول ، كاللعب الذي لا حقيقة له ولا ثبات.
٢ ـ ما يعمل في الدنيا لله من القرب والطاعات هو من الآخرة ، وهو الذي يبقى ، كما قال تعالى : (وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) [الرحمن ٥٥ / ٢٧] أي يبقى ما ابتغي به ثواب الله ورضاه.
٣ ـ إن الدار الآخرة هي دار الحياة الباقية التي لا تزول ولا موت فيها ، وهي الحياة الصحيحة ، فلا حياة إلا حياة الآخرة ، وعبّر عنها بالحيوان : وهو الحياة ، لأن فيها مبالغة ليست في الحياة.
٤ ـ المشركون قوم متناقضون ، فتراهم في وقت الشدة المستعصية ، كما إذا ركبوا في السفن وخافوا الغرق ، يدعون الله صادقين في نياتهم ، ويتركون دعاء الأصنام وعبادتها ، فإذا وصلوا إلى بر الأمان دعوا معه غيره ، وما لم ينزل به سلطانا أو حجة ، وما لا حقيقة لألوهيته أصلا ، فهم يشركون في البر ، ولا يشركون في البحر.
٥ ـ إن عاقبة الشرك أو ثمرته أن يجحد المشركون نعم الله ويتمتعوا بالدنيا ،