وَإِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ (٣٢))
الإعراب :
(لَيَقُولُنَ) حذف منه نون الرفع لتوالي الأمثال ، وحذف واو الضمير لالتقاء الساكنين.
(وَالْبَحْرُ) الواو واو الحال ، و (الْبَحْرُ) : مبتدأ ، وخبره : (يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ) والجملة حالية ، وعامل الحال ما في (أَقْلامٌ) من معنى الفعل ؛ لأن (أقلاما) قام مقام (كاتبات) فكأنه قال : كاتبات والبحر يمده. ومن قرأ بالنصب ، فهو معطوف على (ما) أو منصوب بتقدير فعل يفسره (يَمُدُّهُ) وتقديره : يمد البحر يمده ، مثل : (وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ) [يس ٣٦ / ٣٩] أي قدرنا القمر قدرناه.
(ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ خَلْقُكُمْ) مبتدأ ، وكاف (كَنَفْسٍ) في موضع رفع خبر المبتدأ ، وتقديره : ما خلقكم ولا بعثكم إلا كبعث نفس واحدة ، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه. ولا يجوز أن تعمل (ما) بسبب (إِلَّا) لأنها تشبه (ليس) في نفي الحال ، و (إِلَّا) تبطل منها معنى النفي ، وهو وجه الشبه الموجب للعمل ، وإذا زال وجه الشبه الموجب للعمل بطل العمل.
البلاغة :
(صَبَّارٍ شَكُورٍ خَتَّارٍ كَفُورٍ خَبِيرٌ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) صيغ مبالغة ، وفيها ما يسمى توافق الفواصل أو السجع.
(فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ) فيه إيجاز بالحذف ، والمعنى : فمنهم مقتصد ومنهم كافر ، دل على المحذوف قوله تعالى : (وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ).
المفردات اللغوية :
(وَلَئِنْ) اللام لام القسم. (لَيَقُولُنَّ اللهُ) لوضوح الدليل المانع من إسناد الخلق إلى غير