اللازمة ، وتوقي كل المنازعات التي تؤدي الى الفشل وتفرق الكلمة. والتوكل : تفويض الأمر إلى الله ، بعد اتخاذ الأسباب المطلوبة عادة.
ثم أرشد الله تعالى إلى جواب ثان عن فرح المنافقين بمصائب المؤمنين ، فقال : (قُلْ : هَلْ تَرَبَّصُونَ) أي قل لهم يا محمد : هل تنتظرون بنا إلا إحدى العاقبتين الحسنتين : إما النصر والظفر ، وإما الشهادة والثواب العظيم ، فإن عشنا عشنا أعزة كراما مؤمنين ، وإن متنا متنا شهداء مأجورين.
أما نحن فننتظر بكم إحدى السوأتين من العواقب : إما (أَنْ يُصِيبَكُمُ اللهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ) ، وهو قارعة من السماء ، كما نزلت على عاد وثمود ، أو بعذاب بأيدينا وهو السبي أو القتل على الكفر أو الإذن لنا في قتالكم ، فانتظروا بنا ما ذكرنا من عواقبنا ، إنا معكم منتظرون ما هو عاقبتكم ، فلا بد أن يلقى كلنا ما يتربصه ، لا يتجاوزه ، فنحن على بيّنة من ربنا ، ولا بينة لكم ، لا تشاهدون إلا ما يسرّنا ، ولا نشاهد إلا ما يسوؤكم ، وانتظروا أنتم مواعد الشيطان ، إنا منتظرون مواعد الله.
فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيات إلى ما يأتي :
١ ـ إن الأعذار الكاذبة لا تخفى على الله المطلع على الغيوب وأسرار النفوس وخفايا ما في الصدور ، فلا يغترن أحد بذكائه وفطنته في تعمية الحقائق ، فإن الله كاشف كل شيء ، ولكن المنافقين قوم أغرار جاهلون لا يعلمون هذه الحقيقة.
٢ ـ المنافقون الذين تخلفوا عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في الخروج معه إلى غزوة تبوك هم الواقعون في الإثم والمعصية. قال أهل المعاني في قوله : (أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا) : فيه تنبيه على أن من عصى الله لغرض ما ، فإنه تعالى يبطل عليه