روى البخاري عن البراء بن عازب قال : آخر آية نزلت : (يَسْتَفْتُونَكَ ، قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ) وآخر سورة نزلت : براءة.
ما اشتملت عليه السورة :
افتتحت السورة بالبراءة من المشركين ، ومنحهم مدة أمان أربعة أشهر ، ثم إعلان الحرب عليهم بسبب جرائمهم ، ثم منعهم من دخول المسجد الحرام إلى الأبد. ثم مجاهدة أهل الكتاب حتى يؤدوا الجزية أو يسلموا. وتضمنت السورة في قسمها الأول حتى نهاية الآية [٤١] الحث على الجهاد والنفير العام في سبيل الله بالأموال والأنفس. ثم تحدثت عن أوصاف المنافقين ومخاطرهم في القسم الثاني إلى آخر السورة ، وتخلل ذلك الإشارة إلى تخلف الأعراب عن الجهاد ، وعدم قبول تخلف أهل المدينة ومن حولهم من الأعراب عن المشاركة في الجهاد ، وختمت السورة بمقارنات واضحة تميز بين المؤمنين والمنافقين ، وجعل الجهاد فرض كفاية ، وتخصيص فئة أخرى للتفقه في الدين.
فكان محور السورة يدور حول أمرين :
الأول ـ أحكام جهاد المشركين وأهل الكتاب.
الثاني ـ تمييز المؤمنين عن المنافقين بصدد غزوة تبوك.
أما أحكام الجهاد فقد مهد لها القرآن الكريم في هذه السورة بنبذ العهود والأمان بالنسبة للمشركين ، وإنهاء المعاهدات التي كانت قائمة بين المسلمين وأهل الكتاب ؛ لأن كلا من المشركين والكتابيين نقضوا العهود ، وتواطأت طوائف اليهود من بني النضير وبني قريظة وبني قينقاع مع المشركين على محاربة المسلمين ومحاولة القضاء عليهم. وتحدثت حوالي عشرون آية عن أحقاد اليهود ودسائسهم ومؤامراتهم ، وخبثهم وكيدهم ، فلا عهد ولا أمان ، ولا سلم ولا مصالحة بعد انتهاء أمد الأمان ، ونقض العهود من غير المسلمين.