صلىاللهعليهوآلهوسلم : وأي داء أدوى (١) من البخل؟ بل سيدكم الفتى الأبيض بشر بن البراء بن معرور.
نزول الآية (٥٠):
(إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ) : أخرج ابن أبي حاتم عن جابر بن عبد الله رضياللهعنه قال : جعل المنافقون الذين تخلفوا بالمدينة ، يخبرون عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أخبار السوء ، يقولون : إن محمدا وأصحابه قد جهدوا في سفرهم وهلكوا ، فبلغهم تكذيب حديثهم ، وعافية النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأصحابه ، فساءهم ذلك ، فأنزل : (إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ) الآية.
المناسبة :
الآيات السابقة واللاحقة في تعداد قبائح المنافقين ، وبيان نوع آخر من كيدهم ومن خبث بواطنهم ، وشماتتهم بالمؤمنين إذا أصيبوا بمصيبة ، وترحهم إذا تعرضوا لحسنة.
التفسير والبيان :
ومن المنافقين من يقول لك : يا محمد ائذن لي في القعود والتخلف عن القتال ، ولا توقعني في الإثم والهلاك بالخروج معك ، حتى لا أفتتن بنساء الروم ، منتحلين الأعذار الواهية ، مظهرين التمسك بالفضيلة ، فيرد الله عليهم مكذبا دعواهم ، كاشفا حقيقتهم فقال : (أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا) أي إنهم بهذه المقالة وقعوا فعلا في الفتنة ، حين انتحلوا الأعذار الكاذبة ، وقعدوا عن الجهاد ، فقوله : (أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا) أي في الإثم والمعصية وقعوا.
__________________
(١) أي : أيّ عيب أقبح منه؟ قال ابن الأثير : والصواب : أدوأ بالهمز ، ولكن هكذا يروى ، إلا أن يجعل من باب دوي : إذا هلك بمرض باطن.