والخطيب عن جابر رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أيّ مال أدّيت زكاته فليس بكنز».
وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والحاكم عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية : (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ) كبر ذلك على المسلمين ، وقالوا : ما يستطيع أحد منا ألا يبقي لولده مالا بعده ، فقال عمر : أنا أفرّج عنكم ، فانطلق وتبعه ثوبان ، فأتى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا نبي الله ، إنه قد كبر على أصحابك هذه الآية ، فقال :
«إن الله لم يفرض الزكاة إلا ليطيّب بها ما بقي من أموالكم ، وإنما فرض المواريث عن أموال تبقى بعدكم» فكبّر عمر رضياللهعنه ، ثم قال له النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ألا أخبرك بخير ما يكنز؟ المرأة الصالحة التي إذا نظر إليها الرجل سرّته ، وإذا أمرها أطاعته ، وإذا غاب عنها حفظته».
وورد في مدح التقلل من الذهب والفضة وذم التكثر منها أحاديث كثيرة منها ما رواه عبد الرزاق عن علي رضياللهعنه في قوله : (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ) قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «تبّا للذهب والفضة» فقال الصحابة : يا رسول الله ، فأي المال نتخذ؟ قال : «لسانا ذاكرا ، وقلبا شاكرا ، وزوجة تعين أحدكم على دينه».
ثم أخبر الله تعالى عن نوع العذاب الذي يطبق على أصحاب الكنوز ، وهو أنه يحمى على ما جمعوه من الأموال المكنوزة في النار ، أي توضع ويوقد عليها في النار حتى تحمى ، ثم يحرق بها جباههم وجنوبهم وظهورهم ، وخصت هذه الأعضاء بالذكر ؛ لأنهم بالوجوه يستقبلون الناس مغتبطين بالثروة ، ويعبسون في وجوه الفقراء كيلا يعطوهم شيئا ، ويتنعمون على جوانبهم وظهورهم في أوساط النعمة ، ثم إن الكي على الوجه أشهر وأشنع ، وعلى الجنب والظهر آلم وأوجع ، ويقال لهم