سبب النزول :
روى مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن أبي سعيد الخدري قال : أصبنا سبايا من سبي أوطاس لهن أزواج ، فكرهنا أن نقع عليهن ، ولهن أزواج ، فسألنا النبي صلىاللهعليهوسلم ، فنزلت : (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) يقول : إلا ما أفاء الله عليكم ، فاستحللنا بها فروجهن.
وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال : نزلت يوم حنين ، لما فتح الله حنينا ، أصاب المسلمون نساء من نساء أهل الكتاب لهن أزواج ، وكان الرجل إذا أراد أن يأتي المرأة قالت : إن لي زوجا ، فسئل صلىاللهعليهوسلم عن ذلك ، فأنزلت : (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ).
أما قوله تعالى : (وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ ..) الآية ، فنزل بسبب ما يأتي ، أخرج ابن جرير الطبري عن عمرة بن سليمان عن أبيه قال : زعم حضرمي أن رجالا كانوا يفرضون المهر ، ثم عسى أن تدرك أحدهم العسرة فنزلت : (وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما تَراضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ).
المناسبة :
هذه الآية ملحقة في مطلعها بالمحرمات من النساء بسبب النسب أو الرضاع أو المصاهرة أو بسبب عارض كأخت الزوجة وعمتها ، في الآية السابقة. وناسب أن يذكر سبيل إباحة غير المحرمات من النساء بشرط المهر وبقصد التعفف لا الزنى.
التفسير والبيان :
قوله تعالى : (وَالْمُحْصَناتُ) معطوف على (أُمَّهاتُكُمْ) في الآية السابقة ، فهن من المحرمات. والمعنى : وحرم عليكم نكاح المتزوجات إلا المسبيات في جهاد