٦ ـ قال ابن العربي : إن من صلّى صلاة ليراها الناس ويرونه فيها ، فيشهدون له بالإيمان ، أو أراد طلب المنزلة والظهور لقبول الشهادة وجواز الإمامة ، فليس ذلك بالرياء المنهي عنه ، ولم يكن عليه حرج ؛ وإنما الرياء المعصية : أن يظهرها صيدا للناس وطريقا إلى الأكل ، فهذه نية لا تجزئ وعليه الإعادة (١).
٧ ـ المنافق مذبذب قلق مضطرب : والمذبذب : المتردد بين أمرين ، والذبذبة : الاضطراب. والمنافقون مترددون بين المؤمنين والمشركين ، لا مخلصين الإيمان ولا مصرّحين بالكفر. وفي صحيح مسلم من حديث ابن عمر عن النبي صلىاللهعليهوسلم : «مثل المنافق كمثل الشاة العاثرة بين الغنمين ، تعير إلى هذه مرة ، وإلى هذه أخرى».
٨ ـ تحرم موالاة الكافرين دون المؤمنين : والمراد كما قال ابن كثير : مصاحبتهم ومصادقتهم ، ومناصحتهم ، وإسرار المودة إليهم ، وإفشاء أحوال المؤمنين الباطنة إليهم. والآيات الناهية عن ولاية الكافرين كثيرة.
٩ ـ عقاب المنافق في الدرك الأسفل من النار وهي الهاوية ؛ لغلظ كفره ، وكثرة غوائله ، وتمكّنه من أذى المؤمنين. وأعلى الدركات جهنم ، ثم لظى ، ثم الحطمة ، ثم السعير ، ثم سقر ، ثم الجحيم ، ثم الهاوية. وقد يسمى جميعها باسم الطبقة الأولى ، أعاذنا الله من عذابه بمنه وكرمه (٢).
١٠ ـ توبة المنافق مقبولة بشروط هي : أن يصلح قوله وفعله ، ويعتصم بالله ، أي يجعله ملجأ ومعاذا ، ويخلص دينه لله ، كما نصت عليه هذه الآية ، وإلا فليس بتائب.
__________________
(١) أحكام القرآن : ١ / ٥١١
(٢) تفسير القرطبي : ٥ / ٤٢٥