وَيَقُولُونَ طاعَةٌ فَإِذا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللهُ يَكْتُبُ ما يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً (٨١) أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً (٨٢))
الإعراب :
(وَيَقُولُونَ طاعَةٌ) طاعة : خبر مبتدأ محذوف تقديره : أمرنا طاعة.
(بَيَّتَ طائِفَةٌ) ذكّر الفعل لتقدّمه ولأن تأنيث الفاعل غير حقيقي ، أي أن تأنيث الطائفة مجازي غير حقيقي ، ولأنها في معنى الفريق والفوج.
البلاغة :
(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) استفهام يراد به الإنكار.
المفردات اللغوية :
(تَوَلَّى) أعرض عن طاعته. (حَفِيظاً) حافظا لأعمالهم ، بل نذيرا ، وإلينا أمرهم. فنجازيهم ، وهذا قبل الأمر بالقتال.
(طاعَةٌ) أي يقول المنافقون : أمرنا طاعة لك. (بَرَزُوا) خرجوا. (بَيَّتَ طائِفَةٌ) أضمرت طائفة ، أو دبرت جماعة منهم ليلا رأيا غير الذي قالوه لك ، أو زوّرت وسوّت خلاف ما قلت وما أمرت به ، أو خلاف ما قالت وما ضمنت من الطاعة ؛ لأنهم أضمروا الرّدّ لا القبول ، والعصيان لا الطاعة ، وإنما ينافقون بما يقولون ويظهرون.
(وَاللهُ يَكْتُبُ ما يُبَيِّتُونَ) يأمر بكتب ما يبيّتون في صحائفهم ، ليجازوا عليه. (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) بالصفح. (وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) ثق به ، فإنه كافيك. (وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً) مفوضا إليه.
(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) يتأملون القرآن وينظرون ما فيه من المعاني البديعة ، فمعنى تدبّر القرآن : تأمل معانيه والتّبصر بما فيه. (اخْتِلافاً كَثِيراً) تناقضا في معانيه ، وتباينا في نظمه وبلاغته ، فكان بعضه بالغا حدّ الإعجاز ، وبعضه قاصرا عنه يمكن معارضته ، وبعضه إخبارا بغيب