وتناوله المعلِّقون بالتعليق والتوضيح والنقد.
ويقارب المعالم من الناحية الزمنية كتاب «زبدة الاصول» الذي صنّفه عَلم من أعلام العلم في أوائل القرن الحادي عشر ، وهو الشيخ البهائي المتوفّى سنة (١٠٣١ ه).
وقد مُنِيَ علم الاصول بعد صاحب المعالم بصدمةٍ عارضت نموّه وعرّضته لحملةٍ شديدة ، وذلك نتيجةً لظهور حركة الأخبارية في أوائل القرن الحادي عشر على يد الميرزا محمد أمين الاسترابادي المتوفّى سنة (١٠٢١ ه) ، واستفحال أمر هذه الحركة بعده ، وبخاصّةٍ في أواخر القرن الحادي عشر وخلال القرن الثاني عشر.
وكان لهذه الحملة بواعثها النفسية التي دفعت الأخباريّين من علمائنا رضوان الله عليهم ـ وعلى رأسهم المحدِّث الاسترابادي ـ إلى مقاومة علم الاصول ، وساعدت على نجاح هذه المقاومة نسبياً ، نذكر منها ما يلي :
١ ـ عدم استيعاب ذهنية الأخباريّين لفكرة العناصر المشتركة في عملية الاستنباط ، فقد جعلهم ذلك يتخيّلون أنّ ربط الاستنباط بالعناصر المشتركة والقواعد الاصولية يؤدّي إلى الابتعاد عن النصوص الشرعية والتقليل من أهمّيتها.
ولو أنّهم استوعبوا فكرة العناصر المشتركة في عملية الاستنباط كما درسها الاصوليون لعرفوا أنّ لكلٍّ من العناصر المشتركة والعناصر الخاصّة دورها الأساسي وأهمّيتها ، وأنّ علم الاصول لا يستهدف استبدال العناصر الخاصّة بالعناصر المشتركة ، بل يضع القواعد اللازمة لاستنباط الحكم من العناصر