«تهتدي الإنسانية
في الإسلام» يشتمل على الأقسام الثلاثة ، ف «الإنسانية» و «الإسلام» من الأسماء ، و
«في» حرف من حروف الجرّ ، و «تهتدي» فعل من أفعال المضارعة.
وإذا درسنا مفردات
هذه الجملة بشيءٍ من الدقّة نجد أنّ كلمة «الإنسانية» لو فُصلت عن سائر الكلمات وبقيت
بمفردها لظلّت تحتفظ بمدلولها ومعناها الخاصّ ، وكذلك كلمة «الإسلام» توحي بنفس
المعنى الخاصّ بها ، سواء كانت جزءاً من الجملة أو منفصلةً عنها. وأمّا كلمة «في»
فهي تفقد معناها إذا جُرِّدت عن الجملة ولوحظت بمفردها ، إذ لا توجد في ذهننا
عندئذٍ أيّ تصورٍ محدّد ، بينما هي في داخل الجملة شرط ضروري فيها ، إذ لولاها
لَما استطعنا أن نربط بين الإنسانية والإسلام ، فلو قلنا : «تهتدي الإنسانية
الإسلام» لأصبحت الجملة غير مفهومة ، فكلمة «في» تقوم بدور الربط بين الإنسانية
والإسلام ، وهذا يعني أنّ معنى الحرف هو الربط بين معاني الأسماء
والتعبير عن أنواع العلاقات والروابط التي تقوم بين تلك المعاني ، فكلمة «في» في
قولنا : «تهتدي الإنسانية في الإسلام إلى أرقى الثقافات» تعبِّر عن نوعٍ من الربط
بين الإنسانية والإسلام ، وكلمة «إلى» في قولنا : «تهتدي الإنسانية إلى الإسلام
كلّما ازداد وعيها» تعبِّر عن نوعٍ آخر من الربط بينهما ، و «ب» في قولنا : «تهتدي
الإنسانية بالاسلام إلى طريق الله المستقيم» يعبِّر عن نوعٍ ثالثٍ من الربط بينهما
، وهكذا سائر الحروف.
__________________