قائمة الکتاب
باب ما يحتمل الشّعر
١٨٨
إعدادات
شرح كتاب سيبويه [ ج ١ ]
شرح كتاب سيبويه [ ج ١ ]
المؤلف :أبي سعيد السّيرافي الحسن بن عبدالله بن المرزبان
الموضوع :اللغة والبلاغة
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :504
تحمیل
الجمع في الصحيح دون المعتلّ.
ثم حرّك الياء في حال الجرّ ، وكان حكمه أن يقول : " سبع سماء" كما تقول : " سبع جوار" بحذف الياء ، لدخول التنوين.
والثالث : أنه جمع" سماءة" على" سمائي" كما تجمع" سحابة" على" سحائب" ، والعرب لا تجمع" سماءة" على هذا الجمع ، إنما تقول : " سماءة" و" سماء" كما تقول : " سمامة" و" سمام" ، مثل" تمرة" و" تمر" و" سماوة" و" سموات" ، كما تقول : " سمامة" و" سمامات".
على أن جماعة من النحويين منهم يونس وعيسى بن عمر والكسائي يرون أن ما كان من المعتل الذي لا ينصرف إذا سمّي به ، يجعل خفضه كنصبه من غير ضرورة ، بل هو الحق عندهم : فيقولون في رجل اسمه" جوار" : " مررت بجوارى" قيل : ولا ضرورة عندهم فيه.
ومن ذلك قطع ألف الوصل ، وأكثر ما يكون في أوّل النصف الثاني من البيت.
قال حسان :
لتسمعنّ وشيكا في دياركم |
|
ألله أكبر يا ثارات عثمانا (١) |
فقطع الألف في قوله" الله أكبر".
وقال آخر :
ولا يبادر في الشّتاء وليدنا |
|
ألقدر ينزلها بغير جعال (٢) |
وكان بعض النحويين يزعم أن الألف واللام للتعريف هما جميعا بمنزلة" قد" وأن الألف قد كان حكمها أن لا تحذف في الكلام ، غير أنهم حذفوها لما كثرت استخفافا لا على أنها ألف وصل. وقائل هذا ابن كيسان واحتج بقطعهم إياها في أوائل الأنصاف الأخيرة من الأبيات.
ولا حجة له في هذا عندي ؛ لأنهم قد يقطعون غير هذه الألف ، من ذلك قول الشاعر :
__________________
(١) البيت في ديوانه ٤١٠ ، والخزانة ٣ / ٢٣٨ ، واللسان (وشك).
(٢) بلا نسبة وبرواية أخرى في اللسان (جعل)