حروف الجر ؛ لأن دخوله لا يقوم مقام التنوين الذي هو علامة الصرف.
قوله : " وجميع ما لا ينصرف إذا أدخلت عليه الألف واللام أو أضيف انجرّ".
يعني جاز دخول الجر عليه بدخول عامله ، ليس أنه بالإضافة ودخول الألف واللام ينجرّ لا محالة ، وهذا كلام مفهوم.
وقوله : " لأنها أسماء أدخل عليها ما أدخل على المنصرف". يعني الألف واللام.
وقوله : " أدخل فيها المجرور ، كما يدخل في المنصرف". يعني أضيف كما أضيف المنصرف ، والمجرور هو المضاف إليه.
وقوله : " ولا يكون ذلك في الأفعال". يعني ولا يكون الألف واللام والإضافة في الأفعال. وتقدير لفظ اعتلاله هو أن يقال : لأنها أسماء دخل عليها من الإضافة والألف واللام ما لا يكون في الأفعال.
وقوله : " فأمنوا التنوين" يعني بدخول الألف واللام والإضافة أمنوا أن يكون في الاسم تنوين مقدر يكون حذفه علامة لمنع الصرف ؛ لأن ما لا ينصرف فيه تنوين مقدر محذوف ، وليس ذلك فيما ذكر.
قال سيبويه" فجميع ما يترك صرفه يضارع به الفعل ؛ لأنه إنما فعل ذلك به لأنه ليس له تمكّن غيره ، كما أن الفعل ليس له تمكن الاسم".
يعني جميع ما يترك صرفه من الأسماء يضارع الفعل بالثقل الذي دخله. وقد وصفنا كيفيته.
وقوله : " وإنما فعل ذلك به" ، يعني : وإنما فعل منع الصرف به ، يعني بالاسم الذي لا ينصرف ؛ " لأنه ليس له تمكن غيره" يعني تمكن الاسم المنصرف ، " كما أن الفعل ليس له تمكن الاسم".
ثم قال : واعلم أن الآخر إذا كان يسكن في الرفع ، حذف في الجزم ؛ لئلا يكون الجزم بمنزلة الرفع ، فحذفوا كما حذفوا الحركة ونون الاثنين والجمع ، وذلك قولهم : " لم يرم" و" لم يغز" و" لم يخش" ، وهو في الرفع ساكن الآخر ، تقول : " هو يغزو ويرمى ويخشى".
قال أبو سعيد : إن سأل سائل فقال : إذا قلت" لم يرم" فما علامة الجزم فيه؟
قيل له : حذف الياء.