للعلامة نونا".
وقوله : " وبني على هذه العلامة" ، يعني : بني اللام في" يفعلن" على السكون.
وقوله : " كما أسكن فعل" يعني : كما تسكن اللام من" فعل" في الماضي ، إذا قلت : " فعلن".
وقوله : " لأنه فعل كما أنه فعل ، وهو متحرك كما أنه متحرك".
قال أبو سعيد : يعني أن الفعل المضارع قد شارك الماضي في الفعلية ، وشاركه في أن آخر كل واحد منهما متحرك ، فلما لزم سكون اللام في" فعلن" الماضي ، وجب سكون اللام في المستقبل ؛ للشركة التي بينهما من الفعلية والحركة.
فإن قال قائل : فإن العلة التي من أجلها وجب تسكين الماضي ، هو ما ذكرت من اجتماع أربع متحركات ، وليس ذلك في المستقبل ؛ لأن الفاء من" يفعلن" ساكنة.
فالجواب في ذلك أن العلة إذا لحقت شيئا من الأفعال لمعنى ، فإنه قد يحمل عليه سائر الأفعال التي ليس فيها ذلك المعنى ؛ لئلا يختلف منها وجه. وقد مر هذا في مثل قولنا : " وعد يعد" ، تسقط الواو ؛ لوقوعها بين ياء وكسرة ، ثم تقول : " نعد" و" أعد" و" تعد" ، فتتبع الياء سائر حروف المضارعة ، وتسقط الواو فيها ، وإن لم تقع بين ياء وكسرة ؛ لينتظم منهاج الأفعال.
قال سيبويه : " فليس هذا بأبعد فيه ـ إذا كانت هي و" فعل" شيئا واحدا ـ من يفعل ؛ إذا جاز فيها الإعراب حين ضارعت الأسماء ، وليست بأسماء".
يعني : ليس هذا التسكين في الفعل المضارع ، وهذا الحمل على الماضي ، بأبعد فيها ، وهما مشتركان في الفعلية ، من حمل الأفعال المضارعة على الأسماء في الإعراب ؛ لأن الأفعال المضارعة إنما أعربت ، ولم تكن مستحقة للإعراب ، لما فيها من مشاكلة الأسماء المستحقة للإعراب ، فإذا جاز لهم حمل الأفعال المضارعة على الأسماء في الإعراب ، كان حملها على الأفعال الماضية في تسكين أواخرها ، عند لحاق النون بها ، أولى وأوجب ؛ لأن مشاكلة الفعل المضارع الماضي أكثر من مشاكلة الاسم.
ثم قال : " وذلك قولك : هن يفعلن ، ولن يفعلن".
قال أبو سعيد : أراد بهذا التمثيل ما قدمته في أول الفصل ، كأنه قال : فإذا أردت جمع المؤنث في الفعل المضارع ، ألحقته للعلامة نونا ، وذلك قولك : " هن يفعلن" و" لم