زائدة ، ونون" لدن" أصلية ، فشبهت الأصلية بالزائدة حين ثبتت في حال وسقطت في حال ، كما ثبتت الزائدة في حال وسقطت في حال.
وأما قول الشاعر :
من لد شولا فإلى إتلائها
فهذا فيه وجهان :
أحدهما : أن يكون الشول مصدر : شالت بذنبها شولا. والناقة تشول بذنبها إذا لقحت. والإتلاء : أن تلد فيتلوها ولدها ، ومعناه يتبعها. وقد أتلت فهي متلية ، إذا تلاها ولدها ؛ فيقول : مذ كانت في وقت شول ذنبها إلى وقت إتلائها ، وحذف الوقت وجعل الشول ظرفا ، كما تقول : " أتاني مقدم الحاج" و" خفوق النجم" وإنما تعني : في وقت مقدم الحاج ، ووقت خفوق النجم. وصحة التقدير من طريق العربية : مذ لد وقت أن شالت شولا إلى وقت إتلائها ؛ لأنه لا يصح أن تقول : مذ لد أن كانت الناقة في وقت شولها إلى وقت إتلائها ؛ لأن ظروف الزمان لا تتضمن الجثث.
والقول الثاني : أن يكون الشول جمع شائل ، وهي التي قل لبنها وليس من رفع الذنب. تقول : ناقة شائلة ، ونوق شول ، إذا قلت ألبانها. كما تقول : امرأة زائرة ونسوة زور. وناقة شائل إذا رفعت ذنبها ونوق شول.
قال أبو النجم :
كأن في أذنا بهن الشّول |
|
من عبس الصيف قرون الأيل |
فيكون تقدير هذا : مذ لد وقت أن كانت النوق شولا إلى وقت إتلائها ، أي إلى وقت أن ولدت وكثرت ألبانها.
والاختيار عند أصحابنا للأول ، فاعرفه إن شاء الله.
قال سيبويه : " اعلم أنك إذا ثنيت الواحد لحقته زائدتان ، الأولى منهما حرف المد واللين ، وهو حرف الإعراب غير متحرك ولا منون ، يكون في الرفع ألفا ، ولم يكن واوا ليفصل بين التثنية والجمع الذي على حد التثنية ، ويكون في الجرياء مفتوحا ما قبلها ، ولم يكسر ليفصل بين التثنية والجمع الذي على حد التثنية ، ويكون في النصب كذلك ، ولم يجعلوا النصب ألفا ليكون مثله في الجمع ، وكان مع ذا أن يكون