واحدا ، وهو أحد موانع الصرف. وسواء قدرته في هذا الوجه مذكرا أم مؤنثا تجعله كاسم لا ينصرف ، وتقول : " جاءني معدي كرب" و" رأيت معدي كرب" و" مررت بمعدي كرب".
وأما من قال : " هذا معدي كرب" ، فإنه جعل : " معدي" مضافا إلى" كرب" وجعل كربا اسما مذكرا.
فإن قال قائل : فإن كان الأمر على ما ذكرت ، فهلا قالوا : " رأيت معدي كرب" ، كما تقول : " رأيت قاضي واسط"؟
قيل له : " معدي كرب" لا يشبه : " قاضي واسط" من قبل أن الياء في" معدي" قد كانت ساكنة في الموضع الذي يجب فتح الحرف الصحيح فيه ، وذلك إذا جعلته مع" كرب" بمنزلة اسم واحد ، ألا ترى أنك تقول : " هذا حضرموت" و" بعل بك" ، فيفتح آخر الاسم الأول في الصحيح ، ويسكن الياء في" معدي" ، فكما وجب تسكين هذه الياء في الموضع الذي ينفتح فيه غيرها من الصحيح ، وإن كان فتحها بناء ، أسكن في الموضع الذي يكون فتحها إعرابا ؛ لأنه قد لزمها السكون في موضع الفتح.
ووجه ثان يؤيد هذا المعنى ، وهو قولهم : " أرض وأرضون". ويقال" أرضون" بتسكين الراء ، وفتحها أكثر وأجود. وإنما فتحت هذه الراء في الجمع ، وإن كانت في الواحد مسكنة من قبل أنهم يقولون : " أرض وأرضات" ، كما يقولون : " دعد ودعدات وتمرة وتمرات" فلما كانت" أرضات" جمعا سالما قد لزمت فيه فتحة الراء التي كانت مسكنة في الواحد على علة" تمرات" و" دعدات" ، فتحوها في : " أرضون" ، ليعلموا أن لها حالا تنفتح فيها في جمع سالم مثل : أرضات.
ومن قال : " معدي كرب" على كل حال ، فإنه على وجهين :
أحدهما : أن يكون بجعلهما اسما واحدا ، فيكون مثل : " خمسة عشر" و" حضرموت" فكأنهما كانا مبنيين على الفتح قبل التسمية ثم حكى في التسمية.
والثاني : أن يجعل" معدي" مضافا إلى" كرب" ويجعل كربا اسما مؤنثا فلا ينصرف ويكون في موضع مخفوض.
وأما" قالي قلا" فإنك تجعله غير منون على كل حال إلا أن يجعل : " قالي" مضافا إلى" قلا" ويجعل" قلا" اسم موضع مذكر فتنونه ، فتقول على هذا" قالي قلا" فاعلم.