قال أبو عبيدة : أراد" نائع" أي : مائل ، أو عطشان ، من قولك : جائع نائع.
وقال الأصمعي : إنما أراد" الناعي" من : نعى ينعي.
والقول الثاني في : " حادي" أنه يتبع الإبل ويحدوها ، مثل : حادي الإبل ، وهو الذي يتبعها ويسوقها.
وتقول في المؤنث من هذا : " هذه حادية عشرة" و" حادية عشرة" و" حادية إحدى عشرة" بالضم لا غير ، و" ثانية عشرة" و" ثانية عشرة" و" ثانية اثنتي عشرة" بالضم لا غير إلى : تسع عشرة ، على هذا المنهاج. وعلة وجوه الإعراب فيها كعلة المذكر. فإذا أدخلت الألف واللام في شيء من هذا تركوه على حاله ، تقول : " الحادي عشر" و" الحادي عشر"" الحادي أحد عشر" بتسكين الياء لا غير ، وكذلك الباب على هذا المنهاج.
والألف واللام لا تخرج هذا من لفظه ولا تزيله عن بنائه ، كما لا تزيل خمسة عشر ؛ إذا قلت : أخذت الخمسة عشر درهما ، وكما لا يزيل" الخازباز" عن بنائه ، إذا قلت :
هذا الخازباز فاعلم. وسنذكر" الخازباز" في موضعه إن شاء الله.
فأما من يقول : " هذا ثالث اثنين" و" عاشر تسعة" ، فإن كثيرا من النحويين يمنعون أن يقولوا فيما جاوز العشرة من هذا ، وذلك أن القوم إذا كانوا تسعة ، فصرت عاشرهم ، جاز أن تقول : " عشّرتهم" ، وإذا كانوا عشرة وكملتهم أحد عشر ، لا يكون من هذا فعل مشتق في تكميلك العشرة أحد عشر ، كما كان لك فعل مشتق في تكميلك التسعة العشرة ، فلم يكن لك اسم فاعل فيما جاوز العشرة.
وهذا هو القياس. ومنهم من يجيزه ويشتقه من لفظ النيف ، فيقول : " هذا ثاني أحد عشر" و" ثالث اثني عشر" وينّونه وإنما جاز له أن يشتق من لفظ النيف ، من قبل أن العشرة معطوفة على النيف ، فإذا قلت : " ثلاثة عشر" فمعناه : ثلاثة وعشرة ، ويشتقه من الأول ، ويجعل الثاني عطفا عليه. وقد حكى نحو من هذا عن العرب ؛ قال الراجز :
أنعت عشرا والظليم حادي
أراد : الظليم حادي عشر ، فاعرفه إن شاء الله.
ومن ذلك : العدد من واحد إلى عشرة ، تقول : واحد ، اثنان ، ثلاثه ، أربعة ، بتسكين أواخر الأعداد إلى العشرة.
فإن قال قائل : ولم سكّنت؟