ولك أن تحكيه فتفتحه على كل حال. والأخفش كان يرى إعرابهما إذا أضفتها وهي عدد ، فتقول : " هذه الدراهم خمسة عشرك".
وقد ذكر سيبويه أن هذه لغة رديئة. والعلة في ذلك أن الإضافات ترد الأشياء إلى أصولها ، وقد علمت أن خمسة عشر درهما ، هي تقدير التنوين ، وبه عمل في الدرهم. فإذا أضفتها إلى مالكها لم يجز تقدير التنوين فيها ، لمعاقبة التنوين الإضافة ، فصار بمنزلة اسم لا ينصرف ، فإذا أضيف انصرف ، وأعرب بما كان يمتنع من الإعراب قبل حال الإضافة.
والكلام على هذا القول وعلته وتفصيله ، له موضع نذكره فيه ، إن شاء الله. وقال الخليل بن أحمد : من يقول : " هذا خمسة عشرك" لم يقل : " هذا اثنا عشرك" في العدد ، من قبل أن عشر قد قام مقام النون ، والإضافة تسقط النون ، فلا يجوز أن يثبت معها ما قام مقام النون ، ولكن تقول : " هذا اثنا عشرك".
فإن قال قائل : فأضف وأسقط" عشرة" كما تسقط النون.
قيل : هذا لا يجوز ، من قبل أنا لو أسقطناه كما تسقط النون ، لم ينفصل في الإضافة" اثنان" من" اثني عشر" ؛ لأنك تقول في اثنين : هذان اثناك ، فلو قلت في : " اثني عشر" :
" هذا اثناك" لالتبسا ، فإذا كان اسم رجل ، جازت إضافته بإسقاط" عشر".
ومن قال في رجل اسمه : " مسلمان" : " هذا مسلمان ومسلمانك" ، جاز أن يقول : " هذا اثنان عشرك" ؛ لأنه يجعل هذه النون كنون" سعدان".
واعلم أن الفراء ومن وافقه يجيز إضافة النيف إلى العشرة ؛ فتقول : " هذا خمسة عشر".
وأنشدوا فيه :
كلّف من عنائه وشقوته |
|
بنت ثماني عشرة من حجّته (١) |
وهذا لا يجيزه البصريون ولا يعرفون البيت.
وإذا كان عشر مضافا ، وجب عند الفراء إضافة النيف على عشر ، كقولك : " هذا خمسة عشرك" ، وللاحتجاج له وعليه موضع غير هذا.
__________________
(١) الرجز بلا نسبة في خزانة الأدب ٣ / ١٠٥.