له : إنّه قد دعا لك قبل أن تسأله ، فاذهب فإنّك معافى. فذهب فما أصبح إلاّ وقد برئ من ذلك البرص (١).
وروي أنّه عليهالسلام مضى إلى سبيل ربّه شهيداً مسموماً ، سمّه المعتزّ بن المتوكّل باليوم الخامس والعشرين من جمادى الآخرة سنة مئتين وأربع وخمسين من الهجرة. صلى الله عليه ، ولعنة الله على قاتله وظالمه (٢).
فيا عاذلي كفّ عن ملامي ، ويا لائمي أجّجت عليّ ضرامي ، أأسلوا [ عن ] آل الرسول ، أم أنس أولاد عليّ والبتول ؟ وقد أضحوا عباديد في الفلوات ، متشتّتين في الجهات ، بين قتيل بالحسام ، وهالك بالأوام ، وسميم قد فرت كبده السموم ، وكليم يشوي شواه السموم ، ومقيد لا يفدى ، وعليل لا يعالج ولا يداوى ، فعزيز على محمّد المصطفى وعليّ المرتضى والزهراء ، ما حلّ بأولادهم الأصفياء ، من القتل والأذى ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
أو لا تكونون يا ذوي الإخلاص الصادق ، وأرباب الوداد الفائق ، كمن هدّ هذا المصاب ركونه ، وحبّب إليه منونه ، فضرب قباب الكآبة في أودية اصطباره ، وطنّب فساطيط الصبابة في مرابع قراره ، فجعل النوح شعاره ، والبكاء دثاره ، فنظّم المراثي ، ولله درّه من راث.
__________________
(١) كشف الغمّة : ٣ : ١٨٣.
(٢) انظر كشف الغمّة : ٣ : ١٦٥ عن مطالب السؤول ، وفي ص ١٦٦ عن الخشّاب والمفيد ، وفي ص ١٧٤ عن ابن الخشّاب ، وفي ص ١٨٦ عن إعلام الورى.
رواه المفيد في الإرشاد : ٢ : ٣١١ ، وابن طلحة في مطالب السؤول : ص ٣٠٨ في الباب ١٠ ، وابن الخشّاب في مواليد الأئمة ووفياتهم : ( مجموعة نفيسة : ص ١٩٧ ) ، والطبرسي في إعلام الورى : ص ٣٣٩ في أوّل الباب التاسع.