ميتة ».
قال أبو جعفر : « فقمت مسرعاً وأتيت بمصباح ونظرت فيه وإذا فيه فارة ميتة ، فتركته وجئت بغيره ، فأخذه ولم يقل شيئاً ، ثمّ قال لي : يا بُنيّ ، هذه الليلة التي وعدت فيها.
ثمّ طلب شراباً ، فأتيته بماء وقلت له : اشرب ، فنظر فيه ويداه ترتعشان (١) ، ثمّ قال : يا بُنيّ إني سأقبض في ليلتي هذه ، وإنّها الليلة التي قبض فيها رسول الله صلىاللهعليهوآله (٢).
ثمّ أغمي عليه ثلاث مرّات ، ثم فتح عينيه وقرأ ( إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ) (٣) و ( إِنَّا فَتَحْنَا ) (٤) ، ثمّ قال : ( الحَمْدُ للهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ ) الآية (٥) (٦) ، ثمّ إنّه أشرق من وجهه نور ساطع يخطف الأبصار ، ففاضت نفسه المقدّسة الشريفة ».
وكانت وفاته عليهالسلام ليلة السبت الثامنة والعشرين من صفر سنة خمس وتسعين
__________________
(١) رواه ابن طاوس في فرج المهموم : ٢٢٨ مع اختلاف في الألفاظ ، وعنه المجلسي في البحار : ٤٦ : ٤٣ ح ٤١ باب معجزاته ومعالي أموره عليهالسلام.
ورواه الكليني في الكافي : ١ : ٤٦٨ ح ٤ من باب مولد علي بن الحسين عليهالسلام.
ورواه الشيخ حسن بن سليمان الحلّي في مختصر بصائر الدرجات : ص ٧ مع إضافات ، وعنه المجلسي في البحار : ٤٦ : ١٤٨ ح ٤ من باب وفاته عليهالسلام.
(٢) ورواه الراوندي في الخرائج في الجزء ١٠ باب ٩ ح ٧ في ترجمة الإمام الباقر عليهالسلام مع اختلاف ، وعنه المجلسي في البحار : ٤٦ : ٢١٣ ح ٦ ، وفي ص ١٤٩ في ترجمة الإمام السجّاد عليهالسلام ح ٧ من باب وفاته عليهالسلام.
(٣) سورة الواقعة : ٥٦ : ١.
(٤) سورة الفتح : ٤٨ : ١.
(٥) سورة الزمر : ٣٩ : ٧٤.
(٦) ورواه الكليني في الكافي : ١ : ٤٦٨ ح ٥ من باب مولد علي بن الحسين عليهالسلام ، وعنه المجلسي في البحار : ٤٦ : ١٥٢ ح ١٣ من باب وفاته عليهالسلام.