فتبسّم ثمّ صار إلى ربّه (١).
قال : وجعل أصحاب الحسين عليهالسلام يتسارعون إلى القتل بين يديه ويبذلون الأرواح لديه ، ولله درّ من قال :
يبرزون الوجوه تحت ظلال |
|
الموت والموت منهم يستظلّ |
كرماء إذ الضبا غشيتهم |
|
منعتهم أحسابهم أن يولّوا |
فوا لهف نفسي لتلك الأقمار المنيرة على التراب ، كيف كسفتها مواضي السيوف والحراب ، ولتلك الأنوار الساطعة كيف طمست أشعتها أكف النصّاب ، ووا حرّاه لهاتيك الأجسام الزاكيات ترضّ متونها سنابك العاديات ، والجثث الصاحيات تعفّرها فراعل (٢) الفلوات ، وواكرباه لتلك الرؤوس القمريّة تشال على اليعاسيب القعضبيّة ، ولتلك النفوس الشريفة تزهقها الأبدان الخبيثة ، فالأمر لله ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله ، أو لا تكونون يا أولى النهى ، كمن أورثه مصابهم الأرزا داء الوجد والأسى (٣) ، فرثاهم بما أحرق الضمائر ، وأشجى ، وهو من بعض شيعتهم الأتقياء.
__________________
(١) رواه الخوارزمي في المقتل : ٢ : ٢٤.
(٢) الفرعل : ولد الضبع ، والجمع : فراعل وفراعلة.
(٣) الوجد والأسى : الحزن. ( المعجم الوسيط ).