وسوء الظن والتهمة لهم ... فبلغ بهم ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله ، وكان من ذلك كرب قبر الحسين عليهالسلام وعفىٰ آثاره ووضع على سائر طرق الزوّار مسالح لا يجدون أحداً زاره إلّا أتوا به فقتله أو أنهكه عقوبة (١) .
وقد ذكر ذلك الشيخ الطوسي في أماليه عن عبد الله بن دانية الطوسي قال : حججت سنة سبع وأربعين ومائتين ، فلما صدرت عن الحجّ صرتُ إلى العراق فزرت أمير المؤمنين عليهالسلام على حال خيفة من السلطان وتقية ، ثم توجهت إلى زيارة الحسين عليهالسلام فإذا هو قد حرثت أرضه ومخر فيها الماء ، وأرسلت الثيران والعوامل في الأرض ، فبعيني كنت أرىٰ الثيران تأتي في الأرض فتنساق لهم فيها حتى إذا حاذت مكان القبر يميناً وشمالاً فتضرب بالعصا الضرب الشديد فلا ينفع ذلك فيها ولا تطأ القبر بوجه من الوجوه ولا سبب فما امكنني الزيارة ، فتوجهت إلى بغداد وأنا أقول :
تالله إن كانت أُميّة قد أتت |
|
قتل ابن بنت نبيّها مظلوما |
فقد أتاك بنو أبيه بمثلها |
|
هذا لعمرك قبره مهدوما |
أسفوا على أن لا يكونوا شايعوا |
|
في قتله فتتبعوه رميما |
* * *
فلما قدمت بغداد سمعت الهائعة فقلت ما الخبر ؟ قالوا : وقع الطير بقتل جعفر المتوكل ، فعجبت من ذلك وقلت : الهي ليلة بليلة (٢) .
ويؤيد هذه الرواية رواية محمد بن جعفر بن محمد بن الرج الرخجي ، قال حدثني أبي عن عمّه عمر بن فرج قال أنفذني المتوكل في تخريب قبر الحسين عليهالسلام
______________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٢٠٣ .
(٢) أمالي الشيخ الطوسي : ٣٢٨ .