على الامام زين العابدين عليهالسلام إلّا مصيبة كربلا لكفىٰ مرّوا به يوم الحادي عشر من المحرّم على جثث القتلى مع عمّاته وأخواته وقد سيّروهم على أقتاب الجمال بغير وطاء كما يساق سبي الترك والروم وهنّ ودائع خير الأنبياء ومعهن السجاد وهو على بعير ظالع بغير وطاء وقد أنهكته العلة ولما نظر إلى أهله مجزرين وبينهم مهجة الزهراء بحالة تنفطر لها السماوات وتنشق الأرض وتخرّ الجبال هدّا عظم ذلك عليه واشتدّ قلقه فلما نظرت إليه عمته زينب قالت له : « ما لي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي وأخوتي فو الله انّ هذا لعهد من الله إلى جدّك وأبيك ولقد أخذ الله ميثاق أُناس لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض وهم معروفون في أهل السماوات انهم يجمعون هذه الأعضاء المقطعة والجسوم المضرّجة فيوراونها وينصبون بهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره ولا يُمحىٰ اسمه على كرور الليالي والأيام وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلال في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلّا علواً » .
ثم أخذوه أسيراً إلى الشام وكان أصعب شيء
عليه شماتة الأعداء وفرحهم بقتل الحسين عليهالسلام
حتى أسكنوهم في خربة لا تقيهم من حرارة الشمس ولا من برد الشتاء وكان الامام عليهالسلام
في بعض الأحيان يخرج من هذه الخربة ليروّح عن ضعف بدنه ، قال المنهال التقيت بالامام زين العابدين عليهالسلام
وساقاه كالقصبتين محمرّتين وقلت له كيف امسيت يا ابن رسول الله فقال امسينا كمثل بني اسرائيل في آل فرعون يذبّحون ابناءهم ويستحيون نساءهم يا منهال امست العرب تفتخر على العجم بأنّ محمد منها وامست قريش تفتخر على سائر العرب بأنّ محمداً منها وامسينا معشر أهل بيته ونحن مقتولون مشردون ، يا منهال ان الخربة التي نحن فيها لا تقينا من حرارة الشمس ولا من برد الشتاء حتى لقد تقشّرت وجوه عماتي واخواتي من حرارة الشمس ، قال المنهال بينما كنت