ثالثاً ـ كان يصلُ أرحامه حتى من كان يؤذيه منهم : القرآن الكريم يقول : ( وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ) فيما يُروىٰ أنّ الامام عليهالسلام يخرج بالليل وهو يحمل المتاع والدقيق والشكر وغيرها من الأُمور اضافة إلى بعض المبالغ إلى بعض أرحامه كما أنه عليهالسلام كان يصل الفقراء بشكل عام وكان ملثّماً فكان يعطي بعض أرحامه وهو يسمع رحمه يقول « الناسُ تصلنا وعلي بن الحسين لا يصلنا بشيء » كان يسمع ذلك ولكنه لا يقطع صلته عنه ولمّا استشهد الامام ودفن عرف ذلك الرجل أنّ الذي كان يصله هو زين العابدين عليهالسلام .
تعليق : بعض الاخوة عندهم أرحام داخل العراق حتى لو فرضنا أنّه كان قاطعاً لك فأنت بادر إلى إعادة العلاقة والصلة به هذه هي أخلاق الأئمة خلاصة في الحديث المختصر « صل من قطعك وأعطي من حرمك واعفو عمّن ظلمك » . وهذه تدخل السرور على الرسول والأئمة إذا تخلّقنا بأخلاقهم .
رابعاً ـ مقابلة الاساءة بالاحسان : أكثر من مروان وعدائه لأهل البيت واضح ولكن لما دخل الجيش الاموي المدينة واستباخوا المدينة أقبل مروان بعائلته وأودعها عند الامام زين العابدين عليهالسلام لأنّ الامام عليهالسلام كان في مأمن وقبلها الامام وكانت عائلة تلاقي من الاكرام أكثر من مما كانت عليه في السابق وشهدت بذلك بعد تمام الازمة .
تعليق : لاحظوا أولاً هذه القصة تعطي
انطباعاً لامانة الإمام عليهالسلام
أي فيها إيحاء لامانة الامام بحيث يؤتمن على الأعراض كما يؤتمن على الأموال هكذا ينبغي ان يكون المؤمن وثانياً مقابلة الامام بالاساءة لمروان بالاحسان إليه ويعكس لنا الامام خلق القرآن في ذلك ( وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ ) كذلك يصوّرها لنا في صورة جميلة في إحدى أدعية الصحيفة السجادية الرائعة التي وردتنا عن