هذه الرسالة وتجسّد الحقائق بشكل عملي أمام الناس لكي تكون الصورة والرسالة حيّة فاعلة ومؤثرة أكثر في ضمير الأُمة لتأخذ بيدها إلى شاطئ الأمان إذا سارت على هديها فكان الرسول والأئمة الطاهرون أعلام هداية وقدوات واضحة ننهل منها الأخلاق العالية .
فها هو زين العابدين عليهالسلام صاحب هذه الليلة والذي اجتمعنا من أجله ولاحياء ذكره الشريف يُجسِّد خلق جده الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله وسوف أذكر للتبرك وللاستفادة نماذج من أخلاقه العالية عسىٰ أن ننتفع بها جميعاً والله من وراء القصد .
أولاً ـ كظمه للغيظ : القتال النيسابوري يروي ان جارية لعلي بن الحسين عليهماالسلام كانت تسكب عليه الماء ليتهيأ للصلاة فسقط الابريق من يدها فشجّ رأس الامام ، فرفع الامام رأسه إليها فقالت الجارية ان الله يقول والكاظمين الغيظ ، قال : كظمتُ غيظي قالت والعافين عن الناس قال عفا الله عنك ، قالت والله يحب المحسنين قال فاذهبي أنت حرّة لوجه الله .
تعليق : نلاحظ من هذه القضية ان ثقافة الجواري بسبب صحبتهم وعيشهم في بيت الامام تكون ثقافةً قرآنية والتربية كذلك وهذا يدعونا وينبغي أن نأخذ درساً كيف نؤثّر على من يعيش معنا في البيت من الأولاد والجواري أو بعض الاصدقاء أن تكون ثقافتهم وأخلاقهم دروساً مستوحاة من القرآن الكريم .
ثانياً ـ الإعراض عن المسيء والسكوت عنه : سبّه رجل فسكت عنه ، فقال إياك أعني فسكت عنه إلى أن اعادها عليه فقال عليهالسلام وعنك أُغضي .
تعليق : النفس الكبيرة تأبىٰ أن تنزل إلى مستوى الجهّال وهو عليهالسلام يجسّد لنا ويترجم لنا الآية الشريفة التي تعطي مواصفات عباد الرحمن بشكل عملي ( وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ) .