الوراء وإلى الخلف فنشاهد الانحطاط الخلقي ( الأخلاقي ) والمفاسد الاجتماعية والقتل والسرقات والتهم الرخيصة وما يجري اليوم على الأرض المحتلة في فلسطين انموذج واضح وصريح لما وصلت إليه الحضارة الغربية .
والسر في ذلك هو عدم التوازن بين الجانب المادي والجانب الروحي بل انعدام الجانب الروحي لد الانسان الغربي سبّب له المشاكل النفسية والاجتماعية . ومن هنا نلاحظ الدين الاسلامي وباعتباره خاتم الأديان ركّز وبشكل أساسي على الجانب الأخلاقي لصياغة الانسان الكامل ، الانسان الذي لا تجد منه إلّا الخير الذي لا شرّ ، ومن هنا ورد في الحديث الشريف عن النبي صلىاللهعليهوآله : « إنما بعثت لأُتمّم مكارم الأخلاق » ونحن نعلم أنّ النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله مدحه الله عزّ وجل في القرآن الكريم : ( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) وفيها تلويح إلى أهمية هذا الجانب ومن هنا تشير بعض الروايات : « إنّ الله عزّ وجل ليعطي العبد على حسن خلقه ما يعطي من الثواب أجر الصائم النائم » و « علامة وعنوان للايمان بشكل واضح أكثركم ايماناً أحسنكم أخلاقاً » ، « عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه وحب علي بن أبي طالب » جمعاً بين الروايتين ، وعلى العكس من ذلك فان سوء الخلق يفسد الايمان كما يفسد الخلّ العسل ، وحسن الخلق لا يقتصر على مورد واحد أي مثلاً بين الزوج وزوجته ، بل في كل الجوانب ، بين الأخ وأخيه بين الوالد وولده ، وبين الرحم ورحمه ، وبين الصديق وصديقه ، وبين الجار وجاره ، بين الرجل وخادمه ، بين الرجل والحيوانات التابعة له وهكذا .
ولذا كان من الحكمة الإلهية ومن باب
اتمام الحجة على الناس ولرحمته ولطفه بالعباد سبحانه وتعالى أن جعل للناس إلى جنب الرسالة السماوية التي جاء بها الاسلام والتي تحمل الدورس الأخلاقية والتربوية لهذا الانسان وتضمن له السعادة ألا وهو القرآن الكريم جعل إلى جنبه للناس قدوات صالحة تطبّق تعاليم