حتى إذا بلغت السن والغاية التي |
|
متى ما كنت فيك اومّلُ |
جعلت جزائي غلظة وفضاضة |
|
كأنّك أنت المنعم المتفضل |
فليتك إذ لم ترع حقّ ابوتي |
|
فعلت كالجار المجاور يفعل |
* * *
فلما سمعها صلىاللهعليهوآله تأثّر وقال للولد قم أنت وما تملك لأبيك (١) .
من هنا نلاحظ الامام زين العابدين عليهالسلام ركّز على ضرورة مراعاة حقوق الوالدين وأفرد دعاءً لوالديه لتنبيه الناس على حقّهما وفي هذا الدعاء « ربّ اجعلني اهابهما هيبة السلطان العسوف » أي اجعلني اخاف منهما كخيفتي من السلطان الظالم .
« وأبرّهما برّ الأُم الرؤوف » ويطلب الامام من ربّه أن يبرّ والديه كبرّ الأُم الرؤوف لأولادها .
« حتى أوثر على هواي هواهما » أي اجعلني أن أُقدّم ما يحباه على ما أُحب .
« وأقدم على رضاي رضاهما » أي اجعلني أقدّم رضاهما على رضاي من أجل ان أدخل السرور عليهما لأنّه في بعض الأخبار « من أحزن والديه فقد عقّهما » .
« واستكثر برّهما بي وإن قلّ » أي اجعلني ان اتصوّر واعيش ما اسدياه إليّ من البرّ والمعروف وإن كان قليلاً ولكن أراه كثيراً حتى أوفّق لردّ هذا الجميل إليما إذ مع استكثاره يكون الجزاء أكثر لردّ الجميل لهما .
« واستقلّ برّي بهما وإن كثر » اي اجعلني مهما أقدّمه لوالدياً من برّ وإحسان أراه قليلاً في حقهما العظيم وبالتالي أوفّق للمزيد من البرّ بهما .
______________________
(١)