حياتهما فإذا ماتا نسيهما فيكتبه الله بذلك عاقاً وربّما يكون الولد عالقاً لوالديه في حياتهما فإذا ماتا تصدّق عنهما واستغفر لهما وصلّى عنهما فيكتبه الله باراً . وللعقوق والعياذ بالله تأثير على المرء خصوصاً في اللحظات الأخيرة .
حضر رسول الله صلىاللهعليهوآله عند شاب يحتضر فلقّنه رسول الله الشهادتين فلم ينطق بهما ، أي اعتقل لسانه فعرف الرسول صلىاللهعليهوآله أنّ هناك ذنباً أثّر وأدّىٰ إلى هذه النتيجة ، فقال الرسول صلىاللهعليهوآله هل لهذا الشاب أُم ، وإذا امرأة على جانب قالت بلىٰ يا رسول أنا أُمّه فقال لها : هل أنت راضية عنه ، قالت لا يا رسول الله ، فقال لها : ارضي عنه لأجلي ، فقالت يا رسول الله رضيت عنه لأجلك ، ثم أقبل بوجهه نحو الشاب فقال له انطق الشهادتين فنطقها ثم علّمه الرسول هذا الدعاء « يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير اقبل مني اليسير واعف عنّي كثير انك انت الغفور الرحيم » . فدعى بهذا الدعاء وتحول لون وجهه من السواد إلى البياض وفاضت روحه . نعم العقوق يؤثر أثره الكبير على الأبناء وكذلك الأب له حقّ على الولد ، فكل خير ونعمة يجدها الولد فيه فليعرف أن أصل النعمة في ذلك هو والده لذا ينبغي ان يقوم له بالاحترام والطاعة حت ورد في الحديث الشريف « وإن أمراك أن تخرج من أهلك وولدك ومالك فافعل » . حدث نزاع ذات يوم بين والد وولده على مسألة مالية ، فأقبلا يحتكمان عند الرسول صلىاللهعليهوآله والأب في طريقه إلى الرسول انشد أبيات في نفسه ، فنزل جبرئيل عليهالسلام على النبي وأخبره بأنّ والداً مع ولده أقبلا يحتكمان عندك في قضية مالية لكن سله عن أبيات شعرية قالها في نفسه ، فأقبل الرجل مع ولده فسأله الرسول عن الأبيات الشعرية التي قالها في نفسه ، فقال الرجل الله أكبر لا زلت يا رسول الله تزيدنا يقيناً فيك وكان من هذه الأبيات :
إذا ليلة ضافتك بالسقم لم أبت |
|
لسقمك ساهراً أتململ |
كأني أنا المطروق دونك بالذي |
|
طرقت به فعيني تهمل |