برّ الإمام زين العابدين بوالديه :
قيل للإمام زين العابدين عليهالسلام ما لنا لا نراك تؤاكل أُمّك وأنت من أبرّ الناس بأُمّك قال إنّي أخشىٰ أن أمدّ يدي إلى لقمة سبقت عينها إلى تلك اللقمة فأكتب بذلك عاقاً . والحال يقال هذه ليست أُمّه إنما هي أُم ولد لأبيه رتّبه فكان ينزلها منزلة الأُم ، لأنّ أُمّه ماتت في نفاسها ، وأمّا برّه بأبيه فيكفيك أنّه ما قدّم له طعام أو شراب إلّا ومزجه بدموع عينيه يقول أأشرب وابن رسول الله مات ظمآناً أأكل وابن الرسول مات جائعاً ، لم يهدأ عن البكاء لمدة (٣٥) سنة ، دخل عليه أبو حمزة الثمالي فرآه يبكي بحرارة وألم ، فقال له أما آن لحزنك ان ينقضي إني أخاف عليك أن تكون حرضاً أو تكون من الهالكين فقال له يا أبا حمزة إنّ يعقوب كان نبيّاً وابن نبي غيّب الله عنه ولداً واحداً وهو يعلم أنّه حي أخذ يبكي على فراق ولده حتى ابيضّت عيناه من الحزن فهو كظيم وإنّي نظرت إلى أبي الحسين وسبعة عشر من أهل بيتي صرعىٰ مجزرين على أرض كربلاء ، فقال له سيّدي القتل لكم عادة كرامتكم من الله الشهادة فقال له : صحيح ولكن يا أبا حمزة هل رأت عيناك أم هل سمعت أُذناك إنّ امرأة علوية هاشمية سبيت لنا قبل يوم كربلاء :
گلبي يبو حمزة تراه تفطّر او ذاب |
|
|
|
او مثل المصيبة اللي دهتنه محّد انصاب |
|
ذيچ البدور اللي ابمنازلنه يزهرون |
|
|
|
والليل كله امن العبادة ما يفترون |
|
سبعة وعشرة عاينتهم كلهم اعضون |
|
|
|
فوگ الوطيه امعفّرين ابحرّ التراب |
|
لو شفت جسم العلىٰ المسناة مطروح |
|
|
|
وذاك الشباب اللي بصباح العرس مذبوح |
|