وتأتي حاجة الإنسان إلى الدعاء بشكل أساسي وضروري حينما تمرّ به بعض المصاعب والمحن والتي يشعر من خلالها أن لا منجىٰ منها إلّا بالانقطاع إلى الله عزّ وجل والذي بيده أسباب السماوات والأرض كما أشار الإمام زين العابدين عليهالسلام في هذه الدعاء « يا من تحلُّ به عقد المكاره ويا من يُفثأُ به حدُّ الشدائد ويا من يلتمس منه المخرج إلى روح الفرج ذلّت لقدرتك الصعاب وتسبّبت بلطفك الأسباب » .
برّ الوالدين :
أشار الإمام عليهالسلام في هذا المقطع الذي أوردناه في صدر البحث إلى قضية أخلاقية وتربوية أشار لها القرآن الكريم وهي برّ الوالدين والإحسان إليهما من خلال آيات عديدة منها ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ) ومنها ( أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ) وغيرهما من الآيات الكريمة التي أشارت إلى هذه المسألة .
وليس ذلك إلّا لمراعاة حقوقهما على الأبناء فلهما حق عظيم أوجبه الله عزّ وجل على الابناء ، وقد رتّب الله عزّ وجل على البرّ بالوالدين دخول الجنة والأجر العظيم في الآخرة وزيادة الرزق وطول العمر في الدنيا كما أشارت لذلك روايات كثيرة وردت عن النبي صلىاللهعليهوآله وآله الأطهار عليهمالسلام ، عن الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله : « برّ والديك واقتصر على الجنة » .
وهذا الحق العظيم للوالدين هو لاحسانهما
للأولاد ، والاسلام يراعي هذه الحقوق إذ ( هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ) . ومن هنا ورد في الأحاديث الشريفة ضرورة الإحسان إليهما وإن كانا كافرين . وهذا البرّ ينبغي أن يكون متصّلاً حتى بعد رحيلهما من دار الدنيا ففي الحديث يكتب الرجل باراً بوالديه في