المقام مقام لخلفائك واصفيائك ومواضع امناءك في الدرجة الرفيعة التي اختصصتهم بها قد ابتزوها وأنت المقدر لذلك ... حتى عاد صفوتك وخلفاؤك مغلوبين مقهورين يرون حكمك مبدلاً إلى أن قال العن اعدائهم من الأوّلين والآخرين ومن رضي بفعالهم واشياعهم لعناً وبيلا » .
علماً أن كثير من طرق الصحيفة السجادية تنتهي إلى الشهيد السيد يحيى بن زيد عن أبيه عن الإمام السجاد عليهالسلام وأُخرى في روايتها عن الإمام الصادق عليهالسلام .
الدعاء مخُّ العبادة :
الدعاء يعكس حالة خضوع العبد إلى ربّه ، الدعاء يشعر العبد بفقره إلى مولاه وعدم استغناؤه عنه ، إضافة إلى أن الدعاء والمناجاة تعكس حالة ارتباط روحي بين الانسان وخالقه وخصوصاً عند الأولياء تعبّر عن حالة محبة بين الحبيب ومحبوبه فيترنم بمناجاته ودعائه ، ومن هذا الباب نفسّر كثرة دعاء الأئمة لله تعالى في صلاتهم وبعدها وفي حال خروجهم من المنزل وفي أعمالهم وفي كل شأن من شؤونهم العباديّة أو الاجتماعية أو غيرها ومن أراد التحقيق فليرجع إلى الكتب المعنيّة بذلك ليجد ذلك بشكل واضح . ومن هنا ورد في الحديث كان أمير المؤمنين عليهالسلام رجل دعاء ( أي كثير الدعاء ) وهكذا إمامنا زين العابدين عليهالسلام الذي كان الدعاء متميّزاً في سلوكه والذي نستشف منه حبّه لله عزّ وجل وهاك شاهداً على ذلك « إلهي لو قرنتني بالأصفاد ومنعتني سيبك من بين الأشهاد ودللت على فضائحي عيون العباد ما قطعت رجائي منك ولا خرج حبّك من قلبي ... » (١) .
______________________
(١) دعاء أبي حمزة الثمالي في مفاتيح الجنان .