وإنّك لتعرف علم الامامة بدقائق أسرار ما في الكون ومخبئات القضاء من قوله عليهالسلام ( وامزج مياههم بالوباء ) فان القارئ يمرّ بهذه الجملة الذهبية الحاوية لسرّ ما أودع المهيمن سبحانه في زيادة انتشار مكروب ( الملاريا ) بالماء ولم يفهم المراد منها قبل أن يكشف العلم الحديث الحجاب عن هذه الخاصية التي ألمع إليها الإمام زين العابدين قبل مئات السنين .
دليل الصحيفة السجادية :
إنّ في الصحيفة السجادية عبقة من كلام النبوة وقبس من نور مشكاة الإمامة فهي كالصحف الإلهية ولبلاغتها تسجد سحرة الكلام وتذعن بالمعجز عن مباراتها الأعلام وقد حكىٰ ابن شهر آشوب ان بعض العلماء بالبصرة ذكرت عنده الصحيفة الكاملة فقال خذوا عني حتى أملي عليكم مثلها فأخذ القلم واطرق برأسه فما رفعه حتى مات (١) .
ولذلك سماها الأعلام وجهابذة القدماء ( زبور آل محمد وانجيل أهل البيت ) (٢) ولقد تواتر نقل الصحيفة السجادية حتى أصبحت كالقرآن الكريم ، ويحدّث المجلسي الأوّل المولىٰ محمد تقي إنّ أسانيدها ترتقي إلى ستة وخمسين ألفاً وإن كان ما ذكره يرتقي إلى ستمائة اسناد عالي . ومن هنا اذعن بنسبتها إلى الإمام السجاد عليهالسلام شيخ الطائفة صاحب الجواهر قدسسره فاستدلّ في مبحث مشروعية الجمعة على كون صلاة الجمعة من مختصات مقامهم المغتصب فمع غيبتهم لا تشرع الجمعة فان زين العابدين عليهالسلام يقول في دعائه يوم الأضحى والجمعة « اللهمّ ان هذا
______________________
(١) المناقب ج ٢ ، ص : ٢٤١ .
(٢) معالم العلماء ، لابن شهر آشوب : ١١٢ .