أقول أليس هذا اعتراف صريح إذن لماذا ندافع عن الرجل أو نحاول أن نبرّأ ساحته !؟
يقول البعض إنّ ضرب المرأة كان عاراً عند العرب فكيف يمكن تصوّر ضربهم لفاطمة ؟!
والجواب : نقول إذا كان ذلك صحيحاً فإنّ التأريخ قد دوّن بعض ذلك لمن صدر منهم وهذا يؤكّد عدم عمل كل العرب بهذه القضية ، ومن جملة الشواهد ما رواه الجزري قال : لما بطش ـ عمر بن الخطاب ـ بختنه سعد بن زيد قامت إليه أُخته لتكفّه فضربها عمر فشجّها ، فلما فعل ذلك قالت له أُخته وختنه : قد أسلمنا وآمنا بالله ورسوله فاصنع ما شئت (١) ؟ ( وكان ذلك قبل إسلام عمر ) .
ومن جملة الشواهد ضرب عمر النساء على عهد النبي ( أي بعد إسلامه ) وذلك ما رواه ابن شبة عن ابن عباس قال : لمّا ماتت رقيّة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « ألحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعون » قال : وبكى النساء فجعل عمر يضربهنّ بسوطه ، فأخذ النبي صلىاللهعليهوآله بيده وقال دعهن يا عمر ... (٢) .
فمن كانت حالته هكذا فكيف يحترز عن ضرب الصديقة فاطمة ؟!
الهجوم على بيت فاطمة :
روى الشيخ المفيد قدسسره بسنده عن أبي محمد ، عن عمر بن أبي المقدام ، عن أبيه عن جدّه قال : ما أتى على علي يوم قطّ من يومين أتياه فأما اليوم الأول فهو اليوم الذي قبض فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله وأما اليوم الثاني فو الله إنّي لجالس في سقيفة بني
______________________
(١) الكامل في التأريخ ١ : ٦٠٣ .
(٢) تاريخ المدينة المنورة ١ : ١٠٣ .