قال فيه : « ... وإنّي لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي ، كأني بها وقد دخل الذلّ بيتها وانتهكت حرمتها وغصبت حقّها ومنعت إرثها » (١) .
٢ ـ روى ابن عباس قال : لمّا حضرت رسول الله صلىاللهعليهوآله الوفاة بكى حتّى بلّت دموعه لحيته فقيل له ، يا رسول الله ما يبكيك ؟ فقال : « أبكي لذريتي وما تصنع بهم شرار أُمتي من بعدي ، كأني بفاطمة ابنتي وقد ظلمت بعدي وهي تنادي : يا أبتاه يا أبتاه فلا يعينها أحد من أُمتي » فسمعت ذلك فاطمة فبكت فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله : « لا تبكين يا بنية ، فقالت : لست أبكي لما يصنع بي من بعدك ، ولكن أبكي لفراقك يا رسول الله ، فقال لها أبشري يا بنت محمد بسرعة اللحاق بي فإنّك أول من يلحق بي من أهل بيتي ... » (٢) .
يقول البعض كانت الزهراء عليهاالسلام عزيزة ومحترمة عند كلّ الناس فضلاً عن الصحابة ، فمن الذي كان يتجرّأ أن يتجاسر عليها أو يضربها أو يؤذيها ؟
والجواب : فلماذا طلب الشيخان من أمير المؤمنين عليهالسلام حتى يدخلهما على ابنة رسول الله صلىاللهعليهوآله ليعتذرا منها حتى ترضى عنهما !!
ولماذا كان آخر كلام الخليفة الأول مع عبد الرحمن بن عوف لما دخل عليه يعوده في مرضه الذي توفّي فيه ، فقال أبو بكر له : أما إنّي لا أسىٰ على شيء إلّا على ثلاث فعلتهن ووددت إنّي لم أفعلهنّ ... أمّا الثلاث اللآتي وددت إني لم أفعلهنّ ، فوددت إنّي لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته وإن أُغلق على الحرب ووددت إنّي يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين أبي عبيدة أو عمر ، فكان أميراً وكنت وزيراً ... (٣) .
______________________
(١) نوادر الأخبار : ١٦٢ ، وبشارة المصطفى : ١٩٨ .
(٢) أمالي الشيخ الطوسي : ١٨٨ .
(٣) المعجم الكبير ( للطبراني ) ١ / ٦٢ ، برقم ٤٣ .