الثمالي
رحمهالله : « أفتراك يا رب تخلف ظنوننا ، أو تخيّب
آمالنا. كلّا يا كريم ، فليس هذا ظننا بك ، ولا هذا طمعنا فيك. يا رب إنّ لنا فيك أملاً طويلاً كثيراً ، إن لنا فيك
رجاءً عظيماً ... » .
حالتا الشوق والأنس في الحب :
للحب ظهوران : فقد
يبرز الحب علىٰ صورة « الشوق » وقد يبرز الحب علىٰ صورة « الأنس » ، وكلتاهما حالتان تعبّران عن الحب ، إلّا أن حالة « الشوق » تنتاب المحب عندما يكون بعيداً عمّن يحبه ، وحالة « الأنس » تنتاب المحب عندما يكون بحضور حبيبه.
وهاتان الحالتان
متواردتان علىٰ قلب العبد تجاه الله تعالىٰ. فإن لله تعالىٰ تجليين ، يتجلّىٰ للعبد عن بُعد تارة وعن قرب اُخرىٰ : « الذي بَعُدَ
فلا يُرىٰ وَقَرُبَ فشهد النجویٰ » .
وعندما يتجلىٰ
للعبد عن بُعد تنتاب العبد حالة الشوق ، وعندما يتجلىٰ للعبد عن قرب ، ويحسّ العبد بحضور مولاه ( وَهُوَ
مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ) ، ( وَنَحْنُ
أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ )
، ( وَإِذَا
سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ )
، تنتاب العبد حالة « الأنس ».
وفي دعاء الافتتاح عن
الإمام الحجة المهدي عجل الله فرجه تصوير دقيق لهاتين الحالتين : « الحمد لله الذي لا يُهتك حجابه ولا يُغلق بابه » .
__________________