الذهن ، وليس ذلك إلاّالصورة الذهنية ، وهي وإن كانت مباينةً للموضوع الخارجيّ بنظرٍ ولكنّها عينه بنظرٍ آخر.
فأنت إذا تصوّرت (النار) ترى بتصوّرك ناراً ، ولكنّك إذا لاحظت بنظرةٍ ثانيةٍ إلى ذهنك وجدت فيه صورةً ذهنيةً للنار ، لا النار نفسها ، ولمَّا كان ما في الذهن عين الموضوع الخارجيّ بالنظر التصوّري وبالحمل الأوّليّ صحّ أن يحكم عليه بنفس ما هو ثابت للموضوع الخارجيّ من خصوصيات كالإحراق بالنسبة إلى النار.
وهذا يعني أنّه يكفي في إصدار الحكم على الخارج إحضار صورةٍ ذهنيةٍ تكون بالنظر التصوّريّ عين الخارج وربط الحكم بها ، وإن كانت بنظرةٍ ثانويةٍ فاحصةٍ وتصديقيةٍ ـ أي بالحمل الشائع ـ مغايرةً للخارج.