المحترمة ، فلم
يجرأ أحد منهم على ذلك إلّا شابّ يدعى نوح أفندي ، من أذناب المنافقين ، ومن دعاة التفرقة ، حريص على الدنيا ، فأفتى حسب ما يهواه السلطان
وباع دينه بدنيا غيره ، فأصدر فتوى بتكفير الشيعة تحت عنوان : من قتل رافضيّاً
واحداً وجبت له الجنّة !! سبّبت قتل عشرات الاُلوف ، فدارت رحى الحرب
الداخلية تطحن المسلمين من الجانبين طيلة سبعة أشهر ، إبتداءً من ١٧ رجب سنة ١٠٤٨ ـ ٢٣ محرّم سنة ١٠٤٩ = ١٥ / ١١ / ١٦٣٨ ـ ١٧ / ٥ / ١٦٣٩ حيث عقدت معاهدة الصلح في مدينة قصر شيرين وأدّت إلى انتهاء الحرب.
ولكن ما إن خمدت نيران
الحرب إلّا وأشعلوا نيران الفتن لإبادة الشيعة داخل الرقعة العثمانية استناداً إلى هذه الفتوى ، فأخذ السيف منهم كلّ مأخذ ، وأفضعها
مجزرة حلب القمعية ، فكانت حلب أشدّ البلاد بلاءً وأعظمها عناءً لأنّها شيعية منذ عهد
____________________________