بروايته واحد عن آخر غيرهم أو غريب المتن خاصّة ، بأن ينفرد بروايته واحد ثمّ يرويه عنه جماعة ويشتهر فيسمّى غريبا مشهورا لاتّصافه بالغرابة في طرفه الأوّل ، وبالشهرة في طرفه الآخر.
ومنها : المصحّف ، وهو إمّا في الرّاوي ، كتصحيف بريد بالباء الموحّدة المضمومة والرّاء المهملة بيزيد بالياء المثنّاة التحتانية والزّاء المعجمة ، أو في المتن (١) ، وهو كثير.
ومنها : الغريب لفظا ، وأكثره مذكور في الكتب الموضوعة لغريب الحديث كالنهاية لابن الأثير ، والفائق للزمخشري وغيرهما (٢).
ومنها : المقبول ، وهو ما نقلوه وعملوا به سواء كان رواته ثقة أم لا.
ومنها : المزيد على غيره ، ممّا في معناه (٣) ، إمّا في المتن ، كأن يزيد فيه ما لا يفهم من الآخر ، أو في السند ، كأن يرويه أحدهم من اثنين والآخر من ثلاثة سواء كان في الوسط أو في الآخر.
__________________
(١) كما عن الدار قطني انّ أبا بكر الصوليّ أملى في الجامع حديث أبي أيوب «من صام رمضان واتبعه ستا من شوال» فقال فيه : شيئا ، بالشيء والياء بدل ستا. وهذا فنّ جليل إنّما ينهض بأعبائه الحذّاق من العلماء كما في «الخلاصة» في اصول الحديث.
(٢) قيل أوّل من صنّف فيه النضر بن شميل وقيل ابو عبيدة معمر بن المثنى وبعدهما ابو عبيد القاسم بن سلام ثم ابن قتيبة ثم الخطابي فهذه امّهاته ثم تبعهم غيرهم بزوائد كابن الاثير في «النهاية» ثم الزمخشري في «الفائق» والهرويّ احمد بن محمد بن عبد الرحمن في «غريب القرآن مع الحديث».
(٣) ومن أمثلته حديث : جعلت لنا الأرض مسجدا وترابها طهورا. فهذه الزّيادة تفرّد بها بعض الرّواة ، ورواية الأكثر لفظها : جعلت لنا الأرض مسجدا وطهورا. فما رواه الأكثر يشمل لجميع أصناف الأرض من الحجر والمدر والرّمل والتراب. والذي تفرّد بالزيادة مخصوص بالتراب فقط وهذا نوع من المخالفة يختلف به الحكم.