إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تراثنا ـ العدد [ ٥ ]

255/304
*

وما كان ظنّي أنني سأبيعها

ولو خلّدتني في السجون ديوني

ولكنْ لضعف وافتقار وصبية

صغار ، عليهم تستهل شؤوني

فقلت ولم أملك سوابق عبرتي

مقالة مكويّ الفؤاد حزين

وقد تخرج الحاجات يااُمّ مالك

كرائم من ربٍّ بهنَّ ضنينِ

وقال الخطيب : فأرجع السيّد النسخة إليه ، وترك له الدنانير (١١).

أفهل في وسع البخيل الشحيح المقدّم على التنقيص من كرامته لأجل إسقاط دينار ضرب عليه لحضرته ، أن تسخو نفسه وتجود بمثل هذه الدنانير !؟

٤ ـ روى أصحاب التراجم ؛ إنّ السيد المرتضى كان يجري الرزق على جميع تلامذته ، حتى انه قرر للشيخ الطوسي كل شهر ـ أيام قراءته عليه ـ إثني عشر ديناراً ، وعلى ابن البراج كل شهر ثمانية دنانير ، ليتفرّغوا بكل جهدهم الى الدراسة ، من غير تفكّر في أزمات المعيشة (١٢).

أفي وسع القارىء أن يتهم من يدرّ من ماله الطاهر ، أو مما يصل إليه من الناسَ من الحقوق الشرعية ، على تلامذته الكثيرين البالغ عددهم المئات ، هذه الرواتب الكبيرة ، أن يشحّ ويبخل بدينار ، ويكتب في إسقاطه مائة سطر ؟!

٥ ـ إنّ الشريف الرضي كان قد وقف قرية على كاغذ الفقهاء ، حتى لا يواجه الفقهاء أية أزمات في لوازم الكتابة والتحرير.

٦ ـ وقد روي ان السيد المرتضى كان يملك قرى كثيرة واقعة بين بغداد وكربلاء ، وكانت معمورة في الغاية ، وقد نُقل في وصف عمارتها ؛ إنه كان بين بغداد وكربلاء نهر كبير ، وعلى حافتي النهر كانت القرى الى الفرات ، وكان يعمل في ذلك السفائن ، فإذا كان في موسم الثمار كانت السفائن المارّة في ذلك النهر تمتلىء مما سقط من تلك الأشجار الواقعة على حافتي النهر ، وكان الناس يأكلون منها من دون مانع (١٣).

٧ ـ قد نقل أصحاب السير ان الناس أصابهم في بعض السنين قحط شديد ، فاحتال رجل يهودي على تحصيل قوته ، فحضر يوماً مجلس الشريف المرتضى ، وسأله أن يأذن له

________________________________

(١١) وفيات الأعيان ٣١٦ : ٣. ط بيروت ، دارالثقافة.

(١٢) الرياض ٤ : ٣٠.

(١٣) الرياض ٤ : ٣٠.