البحث الثاني
الاستعارة باعتبار الجامع
يكون لفظ الاستعارة ، أي لفظ المستعار منه على رأي الجمهور :
أ. أصلا في الكلام أي جامدا.
ب. تابعا لذلك الأصل أي مشتقا.
وبذلك تنقسم الاستعارة قسمين هما :
١ ـ الاستعارة الأصلية :
وهي ما كان فيها لفظ المستعار منه جامدا ، أي اسم جنس أو اسم معنى. مثال ذلك قول ابن العميد (الكامل) :
قامت تظلّلني ومن عجب |
|
شمس تظلّلني من الشمس |
لفظ الاستعارة هو (شمس) في عجز البيت إذ شبّه الفتاة بالشمس لاشراقها. فالمستعار منه : الشمس وقد صرّح بذكره. والشمس اسم جامد. لذلك كانت الاستعارة تصريحية باعتبار المستعار منه. المستعار له : الفتاة (محذوف). والجامع بينهما : الإشراق والجمال. والقرينة : تظلّلني. وبذلك تكون الاستعارة تصريحية باعتبار المستعار منه ، أصلية باعتبار لفظ الاستعارة.
ومنها قوله تعالى (وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ) الاسراء : ٢٤.
شبّهت الآية الذلّ بطائر. فالمستعار منه الطائر غير مذكور في الكلام وكني عنه بشيء منه (الجناح). المستعار له : الذلّ. والجامع بينهما : الانقياد. والقرينة : أخفض. ولفظ الاستعارة (المستعار منه)