علم البيان
١ ـ تعريفه :
أ ـ لغة :
جاء في اللسان (بين) : «البيان : ما بيّن به الشيء من الدلالة وغيرها. وبان الشيء بيانا : اتّضح ، فهو بيّن ... والبيان : الفصاحة واللّسن ، وكلام بيّن فصيح ، والبيان : الإفصاح مع ذكاء ، والبيّن من الرّجال السّمح اللّسان الفصيح الظريف العالي الكلام القليل الرّتج»
فالبيان بداءة : الإفصاح والوضوح والقدرة على التّصرّف في الكلام وتصريفه في وجوه شتّى ، ولهذا أضيف إلى الإفصاح شرط الذّكاء والذائقة الفنّية لاكتشاف المعنى أو لتحليل الصورة. فالبيان إذا لا يكتفي بإظهار المعنى المباشر ، بل يطلب من المتذوّق أن يكتشف بذكائه معنى المعنى.
من هنا كان للتخييل دور أساسي في صنع الصورة البيانيّة التي تخاطب بدورها ذكاء المتلقّي وثقافته وذائقته الفنّية. والبيان من الكلام العالي أي أنّه لا يبحث عن الفصيح فحسب ، بل هو يتوخّى الأفصح والأعلى ؛ ففيه التفنّن في إلباس الصورة الشعرية لباس الغموض الفنّي ببعدها عن المباشرة ، ومطالبتها المتلقّي بتحليل عناصرها تمهيدا لاكتشاف كنهها وجوهرها.
جاء في القرآن الكريم (الرَّحْمنُ* عَلَّمَ الْقُرْآنَ* خَلَقَ الْإِنْسانَ* عَلَّمَهُ الْبَيانَ) الرحمن : ١ ـ ٤ ومعنى البيان هنا أيضا : الفصاحة والوضوح واللّسن.