من غير حاجة الى علاقة أو قرينة ، وذلك كاستعمال القمر للكوكب المعروف لا
للوجه المشرق مثلا».
وعرّفها الخطيب
القزويني بقوله : «هي الكلمة المستعملة في ما وضعت له في اصطلاح
التخاطب».
مثال توضيحي للحقيقة والمجاز :
قال المتنبّي
وقد نظر الى السّحاب (الوافر) :
تعرض لي
السّحاب وقد قفلنا
|
|
فقلت اليك
إنّ معي السحابا
|
فشم في
القبّة الملك المرجّي
|
|
فأمسك بعدما
عزم انسكابا
|
قال العكبري في شرح هذين البيتين : «يريد أن السحاب أمسك عن
الانسكاب لئلا يخجل من وجوده لتقصيره عنه».
لقد ورد لفظ
السّحاب مرتين في البيت الأول. وهو مستخدم بمعناه الحقيقي في الصدر ، وبمعناه
المجازي في العجز لأنّ المقصود به الممدوح الكريم. وهذا مجاز لأن اللفظ استخدم في
غير ما وضع له في الاصطلاح ، والقرينة تكمن في المشابهة ، إذ السحاب يجود بالمطر
والكريم يجود بالمال ، وفي أحاديث الناس اليومية ما يشبه ذلك.
لهذا نفى بعض
البلاغيين وجود مجاز في القرآن الكريم ، وردّ عليهم ابن قتيبة بقوله : «إنّ المجاز شائع في كلام العرب ، ولو كان المجاز
كذبا ، وكل فعل ينسب الى غير الحيوان باطلا لكان أكثر كلامنا فاسدا».
__________________