ب ـ السجع الطويل :
وتتفاوت درجاته
، فمنه ما يتألّف من إحدى عشرة لفظة ، وأكثره خمس عشرة لفظة ، وقد رأى بعضهم أنه
قد يبلغ عشرين لفظة ؛ ولكن آخرين اشترطوا ألّا يتجاوز خمس عشرة لفظة.
ومثاله قوله
تعالى (وَلَئِنْ أَذَقْنَا
الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْناها مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُسٌ كَفُورٌ*
وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ
السَّيِّئاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ) هود : ٩ ـ ١٠.
فالآية الأولى
مؤلفة من إحدى عشرة لفظة ، والثانية من ثلاث عشرة لفظة.
وكقوله تعالى
أيضا (لَقَدْ جاءَكُمْ
رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ
بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ* فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ
إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) التوبة : ١٢٨ ـ ١٢٩.
فالآية الأولى
مؤلفة من ١٤ لفظة ، والثانية من ١٥ لفظة.
* يدلّ السجع
القصير على قوّة منشئة وتمكّنه ، لصعوبة ادراكه.
وهو أجمل صورة
وأحلى وقعا على الأذن. والسجع الطويل أسهل تناولا لأن طوله يخفّف العبء على منشئه.
٤ ـ أحسن السّجع :
ما تساوت فقره
فلا يزيد بعضها على بعض ، مع اتفاق الفواصل على حرف واحد ، نحو قول أعرابي عند ما
سئل : من بقي من إخوانك؟ فأجاب : كلب نابح ، وحمار رامح ، وأخ فاضح.
وكقول أعرابي
آخر : باكرنا وسميّ ، ثم وليّ. فالأرض كأنّها وشي منشور ، عليه لؤلؤ منثور ، ثم
أتتنا غيوم جراد ، بمناجل حصاد ،