أعبد الله أنت أحقّ ماش |
|
وساع بالجماهير الكبار |
فللفاروق أمّك (٤) وابن أروى (٥) |
|
أبوك فأنت منصدع النهار |
هما قمرا السماء وأنت نجم |
|
به في الليل يدلج كلّ سار |
فخلع عليه جبته والمطرف والعمامة ، ودعا له بعشرة آلاف درهم ، فسمع ذلك عمر بن عبد العزيز ، فبعث إليه عمر ألم أتقدم إليك يا فرزدق ألا تعرض لأحد بمدح ولا هجاء؟ اخرج ، فقد أجلتك ثلاثا ، فإن وجدتك بعد ثلاث نكّلت بك ، فخرج الفرزدق وهو يقول :
توعدني وأجلني ثلاثا |
|
كما وعدت لمهلكها ثمود |
كان الحجاج يتمثل بهذا البيت من شعر الفرزدق لما مات ابنه (٦) :
فما ابنك إلا من بني الناس فاصبري (٧) |
|
فلن يرجع الموتى حنين المآتم |
كان (٨) شاعر من بني حرام بن سماك قد هجا الفرزدق ، فأخذوه ، فأتوا به الفرزدق ، وقالوا له : هذا بين يديك ، فإن شئت فاضرب ، وإن شئت فاحلق ، لا عدوى عليك ، ولا قصاص ، فخلى عنه وقال (٩) :
فمن يك خائفا لأذاة شعري |
|
فقد أمن الهجاء بنو حرام |
هم قادوا سفيههم وخافوا |
|
قلائد مثل أطواق الحمام |
كتب الفرزدق إلى جرير كتابا يدعوه إلى الصلح ، ويقول : ذهبت أيامنا بالباطل وكرّت
__________________
(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن الأغاني لإيضاح المعنى.
(٢) المطرف بكسر الميم وضمها وسكون الطاء وفتح الراء : رداء من خز مربع ذو أعلام.
(٣) الأبيات أيضا في ديوان الفرزدق ١ / ٩٢.
(٤) أم عبد الله بن عمرو بن عثمان هي حفصة بنت عبد الله بن عمر بن الخطاب انظر جمهرة ابن حزم ص ٨٣.
(٥) ابن أروى ، يعني عثمان بن عفان ، وأمه أروى بنت كريز ، انظر جمهرة ابن حزم ص ٧٤.
(٦) البيت في ديوان الفرزدق ٢ / ٢٠٦ من قصيدة يرثي ابنين له.
(٧) صدره في الديوان :
فما ابناك إلا ابن من الناس فاصبري
(٨) الخبر والبيتان في الأغاني ٢١ / ٢٩٦ و ٣٩٧.
(٩) ليس البيتان في الديوان.